على الشظف فأقام هنالك بين القصب والآجام يقتات بسمك الماء والطير ويتعرض للرفاق التي تمر بالطريق فيأخذها واجتمع إليه لصوص الصيادين فقوى وامتنع على السلطان وتمسك بخدمة أبى القاسم بن البريدي صاحب البصرة فأمنه ووصل حبل الطاعة بيده وقلده حماية تلك النواحي إلى الجامدة دفعا لضرره عن السابلة فعز جانبه وكثر جمعه وسلاحه واتخذ معاقل على التلال بالبطائح وغلب على تلك النواحي ولما استولى معز الدولة على بغداد وقام بكفالة الخلافة والنظر في أمورها أهمه شأن عمران هذا وامتناعه في معاقله في نواحي بغداد فجهز إليه وزيره أبا جعفر الصيرمي في العساكر وسار إليه سنة ثمان وثلاثين وتعددت بينهما الحروب والوقائع ثم هزمه الصيمري ثم أتاه الخبر بمسيره إلى شيراز كما تقدم في أخبار دولتهم * (مسير العساكر إلى عمران بن شاهين وانهزامها) * ولما انصرف الصيمري عن عمران عاد إلى حاله فبعث معز الدولة لقتاله روزبهان من أعيان الديلم في العساكر فتحصن منه في مضايق البطائح فطاوله فضجر روزبهان واستعجل قتاله فهزمه عمران وغنم ما معهم فاستفحل وقوى وأفسد السابلة وكان أصحابه يطلبون الخفارة من جند السلطان إذا مروا بهم إلى ضياعهم ومعايشهم بالبصرة فبعث معز الدولة بالعساكر مع المهلبي وزحف إلى البطائح سنة أربعين ودخل عمران في مضايقه وأشاروا عليه بالهجوم فلم يفعل فكتب إليه معز الدولة بذلك بإشارة روزبهان فدخل المهلبي المضايق بجميع عسكره وقد أكمن لهم عمران فخرج عليهم الكمين وتقسموا بين القتل والعراق والأسر ونجا المهلبي سابحا في الماء وكان روزبهان متأخرا في الزحف فسلم وأسر عمران كثيرا من قوادهم الأكابر ففاداه معز الدولة بمن في أسره من أهله وأصحابه وقلده ولاية البطائح فاستفحل أمره ثم انتقض سنة أربع وأربعين لخبر بلغه عن مرض طرق معز الدولة وأرجف أهل بغداد بموته ومر به مال من الأموال يحمل إلى معز الدولة ومعه جماعة من التجار فكبسهم وأخذ جميع ما معهم ثم رد ذلك بعد ابلال معز الدولة من مرضه وفسد ما بينهما من الصلح ثم سار معز الدولة إلى واسط سنة خمس وخمسين فبعث العساكر من هنالك لقتال عمران مع أبي الفضل العباس بن الحسن وقدم عليه نافع مولى ابن وجيه صاحب عمان يستنجده عليها فانحدر إلى الأبلة وبعث معه المراكب إلى عمان وسارت عساكره إلى البطائح فنزلوا الجامدة وسدوا الأنهار التي تصب إليها ثم رجع معز الدولة من الأبلة وطرقه المرض فجهز العساكر لقتال عمران وعاد إلى بغداد فهلك وولى بعده ابنه عز الدولة بختيار فأعاد العساكر المجمرة على عمران وعقد معه الصلح فاستمر حاله ثم زحف بختيار اليه سنة تسع
(٥٠٦)