البريدي من واسط فأقام ببغداد أربعة وعشرين يوما أمير الأمراء ثم شغب عليه الجند فرجع إلى واسط وغلب كورتكين ثم حجر المتقى وكتب إلى ابن رائق يستدعيه فسار من دمشق في رمضان سنة تسع وعشرين واستخلف عليها أبا الحسن أحمد بن علي بن حمدان على أن يحمل إليه مائة ألف دينار وسار ابن رائق إلى بغداد وغلب كورتكين والديلمية وحبس كورتكين بدار الخلافة ثم شغب عليه الجند وبعث أبو عبد الله البريدي أخاه أبا الحسن إلى بغداد في العساكر فغلبوا عليها وهرب المتقى وابنه أبو منصور وزاد في المبرة فنثر الدراهم على ابن الخليفة وبلغ في مبرته حتى ركب للانصراف وأمسك ابن رائق للحديث معه فاستدعاه المتقى وخلع عليه ولقبه ناصر الدولة وجعله أمير الأمراء وخلع على أخيه أبى الحسن ولقبه سيف الدولة وكان قتل ابن رائد لتسع بقين من رجب وولاية ناصر الدولة مستهل شعبان من سنة ثمانين ثم سار الإخشيدي من مصر إلى دمشق فملكها من يد عامل ابن رائق وسار ناصر الدولة مع المتقى إلى بغداد * (أخبار بنى حمدان ببغداد) * ولما قتل ابن رائق وأبو الحسن البريدي على بغداد وقد سخطه العامة والخاصة فهرب جحجح إلى المتقى وأجمع توزون وأصحابه إلى الموصل واستحثوا المتقى وناصر الدولة فأنجدوهم إلى بغداد وولى على الخراج والضياع بديار مضر وهي الرها وحران والرقة أبا الحسن علي بن خلف بن طياب وكان عليها أبو الحسن علي بن أحمد بن مقاتل من قبل ابن رائق فقاتله ابن طياب وقتله ولما قرب المتقى وناصر الدولة من بغداد هرب أبو الحسن بن البريدي إلى واسط بعد مقامه مائة يوم وعشرة أيام ودخل المتقى بغداد ومعه بنو حمدان وقلد توزون شرطة جانبي بغداد وذلك في شوال من السنة ثم سار بنو حمدان إلى واسط فنزل ناصر الدولة بالمدائن وبعث أخاه سيف الدولة إلى قتال البريدي وقد سار من واسط إليهم فقاتلوه تحت المدائن ومعهم توزون وجحجح والأتراك فانهزموا أولا ثم أمدهم ناصر الدولة بمن كان معه من المدائن فانهزم البريدي إلى واسط وعاد ناصر الدولة إلى بغداد منتصف ذي الحجة وبين يديه الأسرى من أصحاب البريدي وأقام سيف الدولة بموضع المعركة حتى اندملت جراحه وذهب وهنه ثم سار إلى واسط فلحق البريدي بالبصرة واستولى على واسط فأقام بها معتزما على اتباع البريدي إلى البصرة واستمد أخاه ناصر الدولة في المال فلم يمده وكان للأتراك عليه استطالة وخصوصا توزون وجحجح ثم جاء أبو عبد الله الكوفي بالمال من قبل ناصر الدولة ليفرقه في الأتراك فاعترضه توزون وجحجح وأراد البطش به فأخفاه سيف الدولة عنهما ورده إلى أخيه
(٢٣٢)