إلى واسط وجاءه هزارست بن تنكين فأصلح عنده حال دبيس بن مزيد وصدقة بن منصور ابن الحسين وحضرا عند السلطان وجاءا في ركابه إلى بغداد فخلع عليهما وردهما إلى عمالتهما * (وفاة دبيس وامارة ابنه منصور) * ولم يزل دبيس على أعماله إلى أن توفى سنة أربع وسبعين لسبع وخمسين سنة من امارته وكان ممدوحا ورثاه الشعراء بعد وفاته بأكثر مما مدحوه في حياته ولما مات ولى في أعماله وعلى بنى أسد ابنه أبو كامل منصور ولقب بهاء الدولة وسار إلى السلطان ملك شاه فأقره على أعماله وعاد في صفر سنة خمس وسبعين فأحسن السيرة * (وفاة منصور بن دبيس وولاية ابنه صدقة) * ثم توفى بهاء الدولة أبو كامل منصور بن دبيس بن علي بن مزيد صاحب الحلة والنيل وغيرهما في ربيع الأول سنة تسع وسبعين فأرسل الخليفة نقيب العلويين أبا الغنائم إلى ابنه سيف الدولة صدقة يعزيه وسار صدقة إلى السلطان ملك شاه فخلع عليه وولاه مكان أبيه * (انتقاض صدقة بن منصور بن دبيس على السلطان بركيارق) * وكان السلطان بركيارق قد خرج عليه أخوه محمود بن ملك شاه ينازعه في الملك وكانت بينهما عدة وقعات ولم يزل صدقة بن منصور على طاعته ويحضر حروبه تارة بنفسه وتارة يبعث إليه العساكر مع ابنه إلى سنة أربع وتسعين فبعث إليه وزير السلطان بركيارق وهو الأغر أبو المحاسن الدهستاني يطلبه فيما تخلف عنده من المال وهو ألف ألف دينار ويتهدده عليه فقطع صدقة الخطبة لبركيارق وعاد إلى بغداد في هذه السنة منهزما امام أخويه محمد وسنجر فبعث الأمير اياز من أكبر أصحابه وطرد نائب السلطان عن الكوفة واستضافها إليه * (استيلاء صدقة على واسط وهيت) * كان السلطان محمد في سنة ست وتسعين مستوليا على بغداد والخطبة بها وشحنته فيها أبو الغازي بن ارتق وصدقة بن دبيس على طاعته ومظاهرته ثم ظهر في هذه السنة بركيارق على محمد وحاصره بأصفهان فامتنع عليه فأفرج عنه إلى همذان وبعث كستكين القصيري شحنة إلى بغداد فاستدعى أبو الغازي أخاه سقمان بن أرتق من حصن كيفا يستعين به في مدافعة كمستكين وجاء كمستكين إلى بغداد وخطب بها لبركيارق وخرج أبو الغازي وسقمان إلى دجيل فأقاما به يجرى وجاء صدقة بن مزيد إلى
(٢٨٠)