الوزير العباس بن الحسن وخلع المقتدر وبويع عبد الله بن المعتز يوما أو بعض يوم وعاد المقتدر كما مر ذلك كله في أخبار الدولة العباسية وكان الحسين بن حمدان على ديار ربيعة وكان ممن تولى كبر هذه الفتنة مع القواد وباشر قتل الوزير مع من قتله فهرب وطلبه المقتدر وبعث في طلبه القاسم بن سيما وجماعة من القواد فلم يظفروا به فكتب إلى أبي الهيجاء وهو على الموصل فسار مع القاسم ولقيهم الحسين عند تكريت فانهزم واستأمن فأمنه المقتدر وخلع عليه وولاه أعمال قم وقاشان ثم رده بعد ذلك إلى ديار ربيعة * (انتقاض أبى الهيجاء ثم الحسين بن حمدان) * ولما كانت سنة تسع وتسعين خالف أبو الهيجاء بالموصل إلى سنة ثنتين وثلثمائة وكان الحسين بن حمدان على ديار ربيعة كما قدمناه فطالبه الوزير عيسى بن عيسى بحمل المال فدافعه فأمره بتسليم البلاد إلى العمال فامتنع فجهز إليه الجيش فهزمهم فكتب إلى مؤنس العجلي وهو بمصر يقاتل عساكر العلوية بأن يسير إلى قتال الحسين بعد فراغه من أمره فسار إليه سنة ثلاث وثلثمائة فارتحل بأهله إلى أرمينية وترك البلاد وبعث مؤنس العساكر في اثره فأدركوه وقاتلوه فهزموه وأسر هو وابنه عبد الوهاب وأهله وأصحابه وعاد به إلى بغداد فأدخل على جمل وقبض المقتدر يومئذ على أبي الهيجاء وجميع بنى حمدان فحبسهم جميعا ثم أطلق أبا الهيجاء سنة خمس بعدها وقتل الحسين سنة ست وولى إبراهيم بن حمدان سنة سبع على ديار ربيعة وولى مكانه داود بن حمدان * (ولاية أبى الهيجاء ثانية على الموصل ثم مقتله) * ثم ولى المقتدر أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان على الموصل سنة أربع عشرة فبعث ابنه ناصر الدولة الحسين عليها وأقامها ببغداد ثم بلغه افساد العرب والأكراد في نواحيها وفى نواحي عمله الاخر بخراسان فبعث إلى أبيه ناصر الدولة فأوقع بالعرب في الجزيرة ونكل بهم وجاءه في العساكر إلى تكريت فخرج ورحل بهم إلى شهر زور وأوقع بالأكراد الجلالية حتى استقاموا على الطاعة ثم كان خلع المقتدر سنة سبع عشرة وثلثمائة بأخيه القاهر ثم عاد ثاني يوم وأحيط بالقاهر في قصره فتذمم بأبي الهيجاء وكان عنده يومئذ وأطال المقام يحاول على النجاة به فلم يتمكن من ذلك وانقض الناس على القاهر ومضى أبو الهيجاء يفتش عن بعض المنافق في القصر يتخلص منه فاتبعه جماعة وفتكوا به وقتلوه منتصف المحرم من السنة وولى المقتدر مولاه تحريرا على الموصل * (ولاية سعيد ونصرا بنى حمدان على الموصل) *
(٢٣٠)