خال أبى علي بن مروان الكردي وأنه تغلب على الموصل وعلى ديار بكر ونازع فيه الديلم ثم غلبوه عليها وأقام بجبال الأكراد ثم مات عضد الدولة وشرف الدولة ثم جاء أبو طاهر إبراهيم وأبو عبد الله الحسن إلى الموصل فملكاها ثم حدثت الفتنة بينهما وبين الديلم وطمع باد في ملك الموصل وهو بديار بكر فسار إلى الموصل فغلبه ابنا ناصر الدولة وقتل في المعركة وقد مر الخبر عن ذلك كله فلما قتل خلص ابن أخته أبو علي بن مروان من المعركة ولحق بحصن كيفا وبه أهل باد وذخيرته وهو من أمنع المعاقل فتحيل في دخوله بأن خاله أرسله واستولى عليه وتزوج امرأة خاله ثم سار في ديار بكر فملك جميع ما كان لخاله باد وزحف إليه ابنا حمدان وهو يحاصر ميافارقين فهزمهما ثم رجعا إليه وهو يحاصر آمد فهزمهما ثانيا وانقرض أمرهما من الموصل وملك أبو علي بن مروان ديار بكر وضبطها واستطال عليه أهل ميافارقين وكان شيخها أبو الأصغر فتركهم يوم العيد حتى أصحروا وكبسهم بالصحراء وأخذ أبا الأصغر فألقاه من السور ونهب الأكراد عامة البلد وأغلق أبو على الأبواب دونهم ومنعهم من الدخول فذهبوا كل مذهب وذلك كله سنة ثمانين وثلثمائة * (مقتل أبى علي بن مروان وولاية أخيه أبى منصور) * كان أبو علي بن مروان قد تزوج بنت سعد الدولة بن سيف الدولة وزفت إليه من حلب وأراد البناء بها بآمد فخاف شيخها أن يفعل به وبهم ما فعل في ميافارقين فحذر أصحابه منه وأشار عليهم أن ينثروا الدنانير والدراهم إذا دخل ويقصدوا بها وجهه فيضربوه فكان كذلك ثم أغفله وضرب رأسه واختلط أصحابه فرمى برأسه إليهم وكر الأكراد راجعين إلى ميافارقين فاستراب بهم مستحفظها أن يملكوها عليه ومنعهم من الدخول ثم وصل مهد الدولة أبو منصور بن مروان أخو أبى على إلى ميافارقين فأمكنه المستحفظ من الدخول فملكه ولم يكن له فيه الا السكة والخطبة ونازعه أخوه أبو نصر فأقام بها مضيقا عليه فغلبه أبو منصور وبعثه إلى قلعة اسعرد فأقام بها مضيقا عليه وأما آمد فتغلب عليها عبد الله شيخهم أياما وزوج بنته من ابن دمنة الذي تولى قتل أبى علي بن مروان فقتله ابن دمنة وملك آمد وبنى لنفسه قصرا ملاصقا للسور وأصلح امره مع مهد الدولة بالطاعة وهادى ملك الروم وصاحب مصر وغيرهما من الملوك وانتشر ذكره * (مقتل مهد الدولة بن مروان وولاية أخيه أبى نصر) * ثم إن مهد الدولة أقام بميافارقين وكان قائده شروة متحكما في دولته وكان له مولى
(٣١٦)