في ألفين وملك كرمان وجاء الذر اثر ذلك وأنكر على ايدكز وملك كرمان وأحسن إلى أهلها وبلغ الخبر إلى علاء الدين بغزنة فبعث وزيره إلى أخيه جلال الدين في باميان وكانت عساكر الغورية قد فارقوه ولحقوا بغياث الدين ووصل الذر آخر سنة ثنتين وستمائة إلى غزنة فملكها وامتنع علاء الدين بالقلعة فسكن الذر الناس وأمنهم وحاصروا القلعة وجاء الخبر إلى الذر بأن جلال الدين قادم عليك بعساكره ولحق سليمان بن بشير بغياث الدين ببيروز كوه فأكرمه وجعله أمير داره وذلك في صفر سنة ثلاث وسار الذر فلقى جلال الدين وهزمه وسيق أسيرا إليه ورجع إلى غزنة وتهدد علاء الدين بقتل الأسرى إن لم يسلم القلعة وقتل منهم أربعمائة أسير فبعث علاء الدين يستأمنه فأمنه ولما خرج قبض على وزيره عماد الملك وقتله وبعث إلى غياث الدين بالفتح * (انتقاض عباس في باميان ثم رجوعه إلى الطاعة) * لما أسر علاء الدين وجلال الدين كما قلناه في غزنة وصل الخبر إلى عمهما عباس في باميان ومعه وزير أبيهما وسار الوزير إلى خوارزم شاه يستنجده على الذر ليخلص صاحبيه فاغتنم عباس غيبته وملك القلعة وكان مطاعا واخرج أصحاب علاء الدين وجلال الدين فرجع الوزير من طريقه فحاصره بالقلعة وكان مطاعا في تلك الممالك من لدن بهاء الدين ومن بعده فلما خلص جلال الدين من أسر الذر وصل إلى مدينة باميان واجتمع مع الوزير وبعثوا إلى عباس ولا طفوه حتى نزل عما كان استولى عليه من القلاع وقال انما أردت حفظها من خوارزم شاه * (استيلاء خوارزم شاه على ترمذ ثم الطالقان من يد الغورية) * كان خوارزم شاه لما ملك بلخ من يد عمر بن الحسين الغوري سار منها إلى ترمذ وبها ابنه وقدم إليه محمد بن بشير بما كان من نزول أبيه عن بلخ وانه انتظم في أهل دولته وبعثه إلى خوارزم مكرما ورغبه بالاقطاع والمواعيد وكان قد ضاق ذرعه من الخطأ ووهن من أسر الذر أصحابه بغزنة فأطاع واستأمن وملك خوارزم شاه ترمذ ورأى أن يسلمها للخطا ليتمكن بذلك من خراسان ثم يعود عليهم فينتزعها منهم ولما فرغ من ذلك سار إلى الطالقان وبها سونج نائبا عن غياث الدين محمود وأرسل من يستميله فلج وسار لحربه حتى إذا التقيا نزل عن فرسه وسأل العفو فذمه بذلك وأخذ ما كان بالطالقان بعض أصحابه وسار إلى قلاع كاكوير وسوار فخرج إليه حسام الدين علي بن أبي على صاحب كالوين وقاتله وطالبه في تسليم البلاد فأبى وسار خوارزم شاه إلى هراة ونزل بظاهرها وابن حرميل في طاعته فكف عساكره عن أهل هراة ولقيه هنالك رسول غياث الدين بالهدايا ثم سار ابن حرميل إلى اسفزار في صفر وقد كان صاحبها سار إلى غياث الدين
(٤١٤)