البهلول بن مرزوق بناحية الثغر وملك سرقسطة وفيها جاء عبد الله البلنسي عم الحكم كما ذكرناه وفى هذه السنة خالف عبيدة بن عمير بطليطلة وكان القائد عمروس بن يوسف من قواد الحكم بطلبيرة فكتب إلى هشام بحصارهم فحاصرهم ثم استمال بنى مخشى من أهل طليطلة فقتلوا عبيدة وبعثوا برأسه إلى عمروس فبعث به إلى الحكم وأنزل بنى مخشى عنده فقتلهم البربر بطلبيرة بثار كاتب لهم وقتل عمروس الباقين واستقامت تلك الناحية واستعمل عمروس ابنه يوسف على مدينة طليطلة ولحق بالفرنج سنة تسع وثمانين بعض أهل الحرابة وأطمعوا الفرنج في ملك طليطلة فزحفوا إليها وملكوها وأسروا أميرها يوسف وحبسوه بصخرة قيسر وسار عمروس من فوره إلى سرقسطة ليحميها من العدو وبعث العساكر مع ابن عمه فلقى العدو وهزمهم وسار إلى صخرة قيسر وقد وهن الفرنج من الهزيمة فافتتحها وبعث عمروس نائبه وخلص يوسف وعظم صيته * (وقعة الربض) * كان الحكم في صدر ولايته قد انهمك في لذاته واجتمع أهل العلم والورع بقرطبة مثل يحيى بن يحيى الليثي وطالوت الفقيه وغيرهما فثاروا به وامتنع فخلعوه وبايعوا محمد بن القاسم من عمومة هشام وكان بالربض الغربي من قرطبة محلة متصلة بقصره وحصروه سنة تسعين ومائة وقاتلهم فغلبهم وافترقوا وهدم دورهم ومساجدهم ولحقوا بفاس من أرض العدوة ولحقوا بالإسكندرية ونزل بها منهم جمع وثاروا بها فزحف إليهم عبد الله بن طاهر صاحب مصر وافتتحها وأجازهم إلى جزيرة اقريطش كما مر وكان مقدمهم أبا حفص عمر البلوطي فلم يزل رئيسا عليهم وولده من بعده إلى أن ملكها الفرنج من أيديهم * (وقعة الحفرة بطليطلة) * كان أهل طليطلة يكثرون الخلاف ونفوسهم قوية لحصانة بلدهم فكانت طاعتهم ملتانة فأعيا الحكم أمرهم واستقدم عمروس بن يوسف من الثغر وكان أصله من أهل مدينة وشقة من المولدين وكان عاملا عليها فداخله في التدبير على أهل طليطلة وكتب له بولايتها فأنسوا به واطمأنوا إليه ثم داخلهم في الخلع وأشار عليهم ببناء مدينة يعتزل فيها مع أصحاب السلطان فوافقوه وأمضى رأيه في ذلك ثم بعث صاحب الأعلى إلى الحكم يستنجده على العدو فبعث العساكر مع ابنه عبد الرحمن والوزراء ومروا بطليطلة ولم يعرض عبد الرحمن لدخولها ثم رجع العدو وكفى الله شره فاعتزم عبد الرحمن على العود إلى قرطبة فأشار عمروس عند ذلك على أهل طليطلة بالخروج إلى عبد الرحمن
(١٢٦)