بينهم كتاب الصلح شهد فيه أعيان خراسان وفارس والعراق وتم ذلك على يد أبى الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور صاحب الجيوش بخراسان من جهة الأمير أبى الحرث في سنة احدى وستين * (وفاة منصور بن نوح وولاية ابنه نوح) * ثم توفى الأمير أبو الحرث منصور ببخارا منتصف سنة ست وستين وثلثمائة وولى بعده ابنه أبو القاسم نوح صبيا لم يبلغ الحلم فاستوزر أبا الحسن العتبى وجعل على حجابة بابه مولاه أبا العباس قاسما وكان من موالي أبى الحسن العتبى فأهداه إلى الأمير أبى صالح وشركهما في أمر الدولة أبو الحسن فائق وأقر على خراسان أبا الحسن محمد بن إبراهيم ابن سيجور واطردت أمور الدولة على استقامتها * (عزل ابن سيجور عن خراسان وولاية أبى العباس تاش) * قد تقدم لنا شأن خلف بن أحمد الليثي صاحب سجستان وانتصاره بالأمير منصور ابن فرج على قريبه طاهر بن خلف بن أحمد بن الحسين المنتقض عليه لسنة أربع وخمسين وأنه مده بالعسكر ورده إلى ملكه ثم انتقض طاهر ثانيا بعد انصراف العسكر عن خلف وبعث مستجيشا فأمده ثانيا وقد هلك طاهر وولى ابنه الحسين فحاصره خلف وأرهقه الحصار فنزل لخلف عن سجستان ولحق بالسعيد نوح بن منصور وأقام خلف دعوة نوح في سجستان وحمل المال متقررا عليه كل سنة ثم قصر في الطاعة والخدمة وصار يتلقى الأوامر بالاعراض والاهمال فرمى بالحسين بن طاهر في جيوش خراسان وحاصره بقلعة ارك وطال انحصاره وأمده العتبى الوزير بجماعة القواد كالحسن ابن مالك وبكتاش فأقاموا عليه سبع سنين حتى فنيت الرجال والأموال وكان ابن سيجور بخراسان وكانت أيامه قد طالت بها فلا يطيع السلطان الا فيما يراه وكان خلف بن أحمد صاحبه فلم يغن عليه وعوتب في ذلك وعزل عن خراسان بابي العباس تاش فكتب يعتذر ورحل إلى قهستان ينتظر جواب كتابه فجاءه كتاب الأمير نوح بالمسير إلى سجستان فسار واستنزل خلفا من معقله للحسين بن طاهر وسار خلف إلى حصن الطاق وداخله ابن سيجور وأقام خطبة لرضا نوح بن وانصرف ولما ولى الأمير نوح الحاجب أبا العباس تاش قيادة خراسان سار إليها سنة احدى وسبعين فلقى هنالك فخر الدولة ابن ركن الدولة وشمس المعالي قابوس بن وشمكير ناجين من جرجان وكان من خبرهما ان عضد الدولة لما استولى على بلاد أخيه فخر الدولة وهزمه ولحق فخر الدولة بقابوس وبعث عضد الدولة في طلبه ترغيبا وترهيبا فأجاره قابوس وبعث عضد الدولة
(٣٥٢)