إسماعيل وقام بدعوته فاستدعاه إلى بخارا وأكرمه ورفع منزلته ونظمه في طبقة القواد وبقي في خدمته وخدمة بنيه فلما انتقض الحسين بن علي بنيسابور على السعيد نصر بن أحمد بن إسماعيل سنة ثنتين وثلثمائة سار إليه أحمد بن سهل في العساكر وظفر به كما مر وولى السعيد نصر بن أحمد بن إسماعيل على نيسابور قراتكين مولاهم * (مقتل ليلى بن النعمان ومهلكه) * كان ليلى بن النعمان من كبار الديلم ومن قواد الأطروش وكان الحسن بن القاسم الداعي قد ولاه على جرجان سنة ثلاث وثلثمائة وكان أولاد الأطروش يحلونه في كتابهم بالمؤيد لدين الله المنتصر لأولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كريما شجاعا ولما ولى جرجان سار إليه قراتكين وقاتله عشرة فراسخ من جرجان فانهزم قراتكين واستأمن غلامه فارس إلى ليلى في ألف رجل من أصحابه فأمنه وأكرمه وزوجه أخته واستأمن إليه أبو القاسم بن حفص ابن أخت سهل وحرضه على المسير إلى نيسابور وبها قراتكين وكان أجناده قد كثروا وضاقت عليهم الأموال فاستأذن الداعي في المسير إلى نيسابور فأذن له وسار إليها في ذي الحجة سنة ثمان وثلثمائة فملكها وأقام بها الخطبة للداعي الحسين بن القاسم وأنفذ السعيد نصر العساكر من بخارا مع حمويه بن علي ومحمد بن عبيد الله البلغمي وأبى جعفر صعلوك وخوارزم شاه وسيجور الدواني فانهزم أكثر أصحاب حمويه وثبت القواد وجالت العساكر جولة فانهزم ليلى ودخل آمد ولحقه بقراخان ملك الترك جاء مع العساكر مددا فقبض على ليلى في آمد وبعث إلى حمويه بذلك فبعث إليه من قطع رأس ليلى في ربيع سنة تسع وثلثمائة وبعث به إلى بخارا وطلب قواد الديلم الذين كانوا مع ليلى الأمان فأمنوهم بعد أن أشار حمويه بقتلهم والراحة منهم فلم يوافقوه وهؤلاء القواد هم الذين خرجوا بعد ذلك على الجهات وملكوها مثل أسفار ومرداويح وشبكين وبنى بويه وستأتي أخبارهم وبقي فارس غلام قراتكين بجرجان واليا عليها ثم جاءه قراتكين واستأمن إليه غلامه فارس فأمنه ثم قتله سنة ست عشرة وثلثمائة وانصرف عن جرجان * (حرب سيجور مع ابن الأطروش) * ولما قتل قراتكين غلامه سنة ست عشرة وثلثمائة وانصرف عن جرجان سار إليها أبو الحسن بن ناصر الأطروش من استراباذ فملكها وأنفذ السعيد لحربه سيجور الدواني في أربعة آلاف فارس فنزل على فرسخين من جرجان وخرج إليه أبو الحسن في ثمانية آلاف راجل من الديلم فاقتتلا وكان سيجور قد أكمن لهم وأبطأ عليه الكمين فانهزم
(٣٣٩)