ابن الشميشق من سقاه السم وأحس به من نفسه فأغذ السير إلى القسطنطينية فمات في طريقه وكان ورد بن منير من عظماء البطارقة في الامر وصاهر أبا ثعلب بن حمدان واستجاش بالمسلمين من الثغور وقصد الروم ووالى عليهم الهزائم فخافه الملكان وأطلقا ورديس بن لاوون وبعثاه على الجيوش لقتال الورد فقاتله فانهزم ورد إلى ديار بكر سنة تسع وستين وثلثمائة ونزل بظاهر ميافارقين وبعث أخاه إلى عضد الدولة مستنصرا به وبعث ملكا الروم بالقسطنطينية إلى عضد الدولة فاستمالاه فرجح جانبهما وأمر بالقبض على ورد وأصحابه فقبض عليه أبو على التميمي عامل ديار بكر وعلى ولده وأخيه وأصحابه وأودعهم السجن بميافارقين ثم بعثهم إلى بغداد فحبسوا بها إلى أن أطلقهم بهاء الدولة ابن عضد الدولة سنة خمس وسبعين وشرط عليه اطلاق عدد من المسلمين واسلام سبعة من الحصون برساتيقها وأن لا يتعرض لبلاد المسلمين ما عاش وجهزه فسار وملك في طريقه ملطية وقوى بما فيه وصالحه ورديس بن لاوون على أن يكون قسطنطينية وجانب الشمال من الخليج له وحاصر قسطنطينية وبها الملكان ابنا أرمانوس وهما بسيل وقسطنطين في ملكها وأقرا وردا على ما بيده قليلا ثم مات وتقدم بسيل في الملك ودام عليه ملكه وحارب البلغار خمسا وثلاثين سنة وظفر بهم وأجلاهم عن بلادهم وأسكنها الروم * (ولاية بكجور على دمشق) * قد قدمنا ولاية بكجور على حمص لابي المعالي بن سيف الدولة وأنه عمرها وكان أهل دمشق ينتقلون إليها لما نالهم من جور قسام وما وقع بها من الغلاء والوباء وكان بكجور يحمل الأقوات من حمص تقربا إلى العزيز صاحب مصر وكاتبه في ولايتها فوعده بذلك ثم استوحش من أبى المعالي سنة ثلاث وسبعين وأرسل إلى العزيز يستنجز وعده في ولاية دمشق فمنع الوزير بن كلس من ولايته ريبة به وكان بدمشق من قبل العزيز القائد بلكين بعثه فمنع الوزير بعد قسام وساء أثر ابن كلس في الدولة واجتمع الكتاميون بمصر على التوثب بابن كلس ودعته الضرورة لاستقدام بلكين من دمشق فأمر العزيز باستقدامه وولى بكجور مكانه فدخلها في رجب سنة ثلاث وسبعين وأساء السيرة فيها وعاث في أصحاب الوزير بن كلس وأقام على ذلك ستا وعجز أهل دمشق منه وجهزت العساكر من مصر مع القائد منير الخادم وكوتب نزال والى طرابلس بمعاضدته فسار في العساكر وجمع بكجور عسكرا من العرب وغيرهم وخرج للقائه فهزمه منير واستأمن إليه بكجور على أن يرحل عن دمشق فأمنه ورحل إلى الرقة واستولى عليها وتسلم منير دمشق وأقام بكجور بالرقة واستولى على الرحبة ما يجاور الرقة وراسل بهاء الدولة
(٢٥٠)