مقامه أخوه مهلهل واجتمع إليه الأكراد مائلين إليه عن ابن أخيه سعدي بن أبي الشوك فلحق سعدي بنيال أخي طغرلبك يستدعيه لملك البلاد ولما استولى مهلهل بعد موت أخيه أبى الشوك وكان نيال عندما غدا من حلوان ولى على قرميسين بدر ابن ظاهر بن هلال بن بدر بن حسنويه فسار إليها مهلهل سنة ثمان وثلاثين فهرب بدر عنها وملكها وبعث ابنه محمدا إلى الدينور وبها عساكر نيال فهزمهم وملكها * (استيلاء سعدي بن أبي الشوك على اعمالهم بدعوة السلجوقية) * ولما ملك مهلهل بعد أخيه أبى الشوك تزوج بأم سعدي وأهله وأساء معاملة الأكراد الشادنجان فراسل سعدي نيال وسار إليه بالشادنجان فبعث معهم عسكرا من الغز سنة تسع وثلاثين فملك حلوان وخطب فيها لإبراهيم نيال ورجع إلى ما بدشت فخالفه عمه مهلهل إلى حلوان فملكها وقطع منها خطبة نيال فعاد سعدي إلى عمه سرخاب فكبسه ونهب حلله وسير إلى البندنجين جمعا فقبضوا على نائب سرخاب ونهبوها وصعد سرخاب إلى قلعة دور بلونة وعاد سعدي إلى قرميسين وبعث مهلهل ابنه بدرا إلى حلوان فملكها فجمع سعدي وأكثر من الغز وسار فملك حلوان وتقدم إلى عمه مهلهل فلحق بتيراز شاه من قلاع شهرزور واستباح الغز سائر تلك النواحي وحاصر سعدي تيراز شاه ومعه أحمد ابن ظاهر قائد نيال ونهب الغز حلوان وأراد مهلهل أن يسير إلى ابن أخيه فتكا سلوا ثم قطع سعدي البندنجين لابي الفتح بن دارم على أن يحاصر معه عمه سرخاب بقلعة دور بلونة فساروا إليها وكانت ضيقة المسلك فدخلوا المضيق فلم يخلصوا وأسر سعدي وأبو الفتح وغيرهما من الأعيان ورجع الغز عن تلك النواحي بعد أن كانوا ملكوها * (نكبة سرخاب واستيلاء نيال على أعمالهم كلها) * ثم إن سرخاب لما قبض سعدي ابن أخيه أبى الشوك غاضبه ابنه أبو العسكر واعتزله وكان سرخاب قد أساء السيرة في الأكراد فاجتمعوا وقبضوا عليه وحملوه إلى نيال فاقتلع عينه وطالبه باطلاق سعدي بن أبي الشوك فأطلقه أبو العسكر ابنه واستحلفه على السعي في خلاص أبيه سرخاب فانطلق سعدي واجتمع عليه كثير من الأكراد وسار إلى نيال فاستوحش منه وسار إلى الدسكرة وكاتب أبا كاليجار بالطاعة ثم سار إبراهيم نيال إلى قلعة كلجان وامتنعت عليهم ثم حاصروا قلعة دور بلونة فتقدمت طائفة إلى البندنجين فنهبوها وسار إبراهيم فيها بالنهب والقتل والعقوبة في المصادرة حتى يموتوا وتقدمت طائفة إلى الفتح فهرب وترك حلله فعرجوا عليها واتبعوه فقاتلهم وظفر بهم وبعث مستنجدا فلم ينجدوه فعبر وأمر بنزول حلله إلى جانب الغز وكان سعدي بن أبي الشوك
(٥١٩)