معه وقاتل خفاجة وأجلاهم عن الجامعين فسلكوا البرية ورجع عنهم ثم عاد والفساد فعاد إليهم فدخلوا البرية فاتبعهم إلى خفان فأوقع بهم وأثخن فيهم وحاصر خفان ثم اقتحمه وأخرجهم ورجع إلى بغداد ومعه أسارى من خفاجة فصلبوا ثم سار إلى جرى فحاصرها ووضع عليهم سبعة آلاف دينار فالتزموها وأمنهم * (حرب دبيس مع الغز وخطبته للعلوي صاحب مصر ومعاودته الطاعة) * ولما انقرض أمر بنى بويه وغلب عليهم الغزو صارت الدولة للسلطان طغرلبك سلطان السلجوقية وجاء السلطان طغر لبك إلى بغداد واستولى على الخليفة وخطب له على منابر الاسلام وقبض على الملك الرحيم آخر ملوك بنى بويه حسبما ذلك كله مذكور في أخبارهم وكان البساسيري قد فارق الملك الرحيم قبل مسيره من واسط إلى بغداد للقاء طغرلبك مجمعا على الخلاف على الغز مع قطلمش ابن عم طغرلبك جد الملوك ببلاد الروم أولاد قليج أرسلان ومعه متمم الدولة أبو الفتح عمرو سار معهم قريش بن بدران صاحب الموصل فلقيهم دبيس والبساسيري على سنجار وهزمهم ورجع قريش إلى دبيس جريحا فخلع عليه وسار معهم وذهب بهم إلى الموصل وخرج دبيس وقريش والبساسيري إلى البرية ومعهم جماعة من بني غير أصحاب حران والرقة واتبعهم عساكر السلطان مع هزارست من امراء السلجوقية فأوقع بهم ورجع بالغنائم والأسرى وأرسل دبيس وقريش إلى هزارست ان يستعطف بهم السلطان ففعل وبعث دبيس ابنه بهاء الدولة مع وافد قريش فأكرمهما السلطان طغرلبك ثم انتقض عليه أخوه نيال بهمذان فسار لحربه وترك بغداد وخالفه البساسيري إليها وبعث الخليفة القائم عن دبيس ليقيم عنده ببغداد فاعتذر بأن العرب لا تقيم وطلب الخليفة في الخروج إليه حتى يجتمع عليه هو وهزارست ويدافعوا عن بغداد وجاء البساسيري ودخل بغداد ومعه قريش بن بدران فملكها سنة خمسين وخطب فيها للعلويين واستذم الخليفة القائم بقريش بن بدران فأذمه وبعثه إلى عانة عند مهاوش العقيلي من بني عمه وفعل البساسيري وجموعه في بغداد الأفاعيل وأطاعه دبيس بن علي بن مزيد وصدقة بن منصور بن الحسين صاحب الجزيرة الدبيسية وكان ولى بعد أبيه وقد تقدم ذكر هذا كله ثم رجع السلطان من همذان بعد قتل أخيه وقضى أشغاله فأجفل البساسيري وأصحابه من بغداد ولحق ببلاد دبيس وفارقه صدقة بن منصور إلى هزارست بواسط وأعاد طغرلبك الخليفة إلى داره وسار السلطان في اتباعه وفى مقدمته خمارتكين الطغرائي في ألفى فارس ومعه سرايا بن منيع الخفاجي فصبحت المقدمة دبيس بن مزيد والبساسيري فهرب دبيس ووقف البساسيري فقتل وذلك سنة احدى وخمسين ورجع السلطان إلى بغداد ثم انحدر
(٢٧٩)