الموصل ونزل بظاهرها فرحلوا في اتباعه فسار لقتالهم فانهزم اسحق إلى الرقة وتبعه ابن أبي الساج وكتب إلى المفوق يستأذنه في عبور الفرات إلى الشام وأعمال خمارويه فأجابه بالتربص وانتظار المدد ولما انهزم اسحق سار إلى خمارويه وبعث معه العسكر ورجع فنزل على حد الفرات من أرض الشام وابن أبي الساج قبالته على حدود الرقة فعبرت طائفة من عسكر ابن كنداج لم يشعروا بهم وأوقعوا بجمع من عسكر ابن أبي الساج فلما رأى أن لا مانع لهم من العبور سار إلى الرقة إلى بغداد وقدم على الموفق سنة ست وسبعين فأقام عنده إلى أن ولاه آذربيجان في سنته واستولى ابن كنداج على ديار ربيعة وديار مضر وأقام الخطبة فيها لخمارويه * (عود طرسوس إلى إيالة خمارويه) * قد كنا قدمنا أن مازيار الخادم ثار بطرسوس سنة سبعين وحاصره أحمد بن طولون فامتنع عليه فلما ولى خمارويه وفرغ شواغله أنفذ إلى مازيار سنة سبع وسبعين ثلاثين ألف دينار وخمسمائة ثوب خمسمائة مطرف واصطنعه فرجع إلى طاعته وخطب له بالثغور ثم دخل بالصائفة سنة ثمان وسبعين وحاصروا اسكند فأصابه منها حجر منجنيق رثه ورجع إلى طرسوس فمات بها وقام بأمر طرسوس ابن عجيف وكتب إلى خمارويه فأقره على ولايتها ثم عزله واستعمل مكانه محمد ابن عمه موسى بن طولون وكان من خبره أن أباه موسى لما ملك أحمد أخوه مصر تبسط عليه بدلالة القرابة وذوي الأرحام فلم يحتمله له أحمد ورده عليه وكسر جاهه فانحرف موسى وسخط دولته ثم خاطبه في بعض مجالسه بما لا يحتمله السلطان فضربه ونفاه إلى طرسوس وبعث إليه بمال يتزوده فأبى من قبوله وسار إلى العراق ورجع إلى طرسوس فأقام بها إلى أن مات وترك ابنه محمدا وولاه خمارويه وبعث إلى أميرهم راغب فأكرمه خمارويه وأنس به وطالت مقامته عنده وشاع بطرسوس أن خمارويه حبسه فاستعظم الناس ذلك وثاروا بأميرهم محمد بن موسى وسجنوه رهينة في راغب وبلغ الخبر إلى خمارويه فسرحه إلى طرسوس فلما وصلها أطلقوا أميرهم محمد بن موسى وقد سخطهم فسار عنهم إلى بيت المقدس وعاد ابن عجيف إلى ولايته بدعوة خمارويه وغزا سنة ثمانين بالصائفة ودخل معه بدر الحمامي فظفروا وغنموا ورجعوا ثم دخل بالصائفة سنة احدى وثمانين من طرسوس طغج بن جف الفرغاني من قبل خمارويه في عساكره طرابزون وفتح مكودية * (صهر المعتضد مع خمارويه) * ولما ولى المعتضد الخلافة بعث إلى خمارويه خاطبا قطر الندا ابنته وكانت أكمل نساء
(٣٠٧)