ونقله إلى سرقسطة ولحق ابنه سراج الدولة بالإفرنجة وأمدوه على شروط شرطها لهم فتغلب عل بعض حصونه ثم مات فيما زعموا مسموما بحيلة من المقتدر سنة تسع ومات على قريبا من وفاة المقتدر سنة أربع وسبعين ويقال بل فر أمام المقتدر إلى بجاية ونزل على صاحبها يحيى بن حماد ومات هنالك وأما الأغلب مولى مجاهد صاحب ميورقة فكان صاحب غزو وجهاد في البحر ولما هلك مجاهد استأذن ابنه عليا في الزيارة فأذن له وقدم على الجزيرة صهره ابن سليمان بن مشكيان نائبا عنه وبعث على آل الأغلب فاستعفاه وأقام سليمان خمس سنين ثم مات فولى على مكانه مبشرا وتسمى ناصر الدولة وكان أصله من شرق الأندلس أسر صغيرا وجبه العدو وأقام بدانية مجبوبا يجاهد في أسرى وسردانية واصطفاه فولاه بعد مهلك سليمان فولى خمس سنين وانقرض ملك على وتغلب عليه المقتدر بن هود فاستبد بشر بميورقة والفتنة يومئذ تموج بين ملوك الطوائف وبعث إلى دانية في تسليم أهل سيده فبعثوا إليه بهم وأولاهم جميلا ولم يزل يردد الغزو إلى أرض العدو إلى أن جمع طاغية برشلونة ونازله بميورقة عشرة أشهر ثم افتتحها واستباحها؟؟ سنة من ولايته وكان بعث بالصريخ إلى على ابن يوسف صاحب المغرب من لمتونة فلم يوافهم الأسطول بالمدد الا بعد استيلاء العدو فلما وصل الأسطول دفعوا العدو عنها وولى علي بن يوسف من قبله وأنور بن أبي بكر اللمتوني فعسف بهم وأرادهم على بناء مدينة أخرى بعيدة من البحر فثاروا به وصفدوه وبعثوا إلى علي بن يوسف فردهم إلى ولاية محمد بن علي بن إسحاق بن غانية المستولي صاحب غرب الأندلس فبعث إليها أخاه محمد بن علي من قرطبة كان واليا عليها فوصل إلى ميورقة فصفد أنور وبعث به إلى مراكش وأقام في ولايتها عشر سنين إلى أن هلك أخوه يحيى وسلطانهم علي بن يوسف واستقرت ميورقة في ملك بنى غانية هؤلاء وسلطانهم وكانت لهم في زمن علي بن يوسف بها دولة وخرج منها على ويحيى إلى بجاية وملكوها من الموحدين وكانت لهم معهم حروب بإفريقية كما نذكر في أخبارهم بعد أخبار لمتونة وملك الإفرنج ميورقة من أيدي الموحدين آخر دولتهم والبقاء لله والملك يؤتيه من يشاء وهو العزيز الحكيم [الخبر عن ثوار الأندلس آخر الدولة اللمتونية واستبداد بنى مردنيش ببلنسية ومزاحمتهم لدولة بنى عبد المؤمن من أولها إلى آخرها ومصاير أحوالهم وتصاريفها] لما شغل لمتونة بالعدو وبحرب الموحدين بعد عليهم الأندلس وعادت إلى الفرقة بعض الشئ فثار ببلنسية سنة سبع وثلاثين وخمسمائة القاضي مروان بن عبد الله بن مروان
(١٦٥)