تأخره وجهز عسكرا لحصاره ورجع فلما بعد سار محمد بن خربك من الطالقان وأرسل إلى زنكى بأن يكبس العسكر الذي عليه ونذر بذلك أهل العسكر فأفرجوا عن سرخس وخرج زنكى ولقى محمد بن خربك في مرو وجبوا خراج تلك الناحية وبعث إليهم صاحب خوارزم عسكرا من الثلاثة آلاف فارس فلقيهم محمد بن خربك في تسعمائة فهزمهم وغنم معسكرهم وعاد صاحب خوارزم إلى بلده وأرسل إلى غياث الدين في الصلح فأجابه مع أمير من أكابر الغورية اسمه الحسن بن محمد المرغني فقبض عليه صاحب خوارزم وحبسه ومرغن من قرى الغور * (حصار هراة) * لما بعث صاحب خوارزم إلى غياث الدين في الصلح وجاء عند الحسن المرغني تبين عنه المغالطة فحبسه وسار إلى هراة وحاصرها وكان بها اخوان من خدمة السلطان شاه تكش فكتبا إلى صاحب خوارزم ووعداه بالثورة له في البلد وكانا يليان مفاتح الأبواب وأمور الحصار من داخل فأطلع الأمير الحسن المرغني المحبوس عند صاحب خوارزم على أمرهما فبعث إلى أخيه بذلك عمر صاحب هراة فاعتقلهما وبعث غياث الدين العساكر مدد الهراة مع ابن أخته ألب غازي فنزل على خمسة فراسخ منها ومنع المسيرة عن عسكر صاحب خوارزم فبعث اصحب خوارزم عسكرا إلى الطالقان للغارة عليها فقاتلهم الحسن بن خربك فظفر بهم ولم يفلت منهم أحد ثم سار غياث الدين في عساكره ونزل قريبا من هراة فاعتزم صاحب خوارزم على الرحيل بعد حصار أربعين لهزيمة أصحابه بالطالقان ومسير العساكر مع ألب غازي ثم مسير غياث الدين ثم توقعه عود شهاب الدين من الهند وكان قد وصل إلى غزنة منتصف ثمان وتسعين فراسل أمير هراة وصالحه على مال حمله إليه وارتحل عن البلد وبلغ الخبر شهاب الدين وجاء إلى طوس وشتى بها عازما على حصار خوارزم فجاء الخبر بوفاة أخيه غياث الدين فاثنى عزمه وسار إلى هراة * (وفاة غياث الدين وانفراد شهاب الدين بالملك) * ثم توفى غياث الدين أبو الفتح محمد بن سام صاحب غزنة وبعض خراسان وفيروز كوه ولهاووز ودهلى من الهند وكان أخوه شهاب الدين بطوس كما ذكرنا فسار إلى هراة وأظهر وفاة أخيه وجلس للعزاء وخلف غياث الدين ابنا اسمه محمود فلقب غياث الدين ولما سار شهاب الدين عن طوس استخلف بمرو الأمير محمد بن خربك وبعث إليه صاحب خوارزم العساكر فبيتهم ولم ينج منهم الا القليل وأنفذ بالأسارى والرؤس إلى هراة وأعاد إليه صاحب خوارزم الجيوش مع منصور التركي فلقيهم على عشرة فراسخ
(٤٠٦)