القيروان وفد عليه رجالات من جند إفريقية يشكون ما نزل بهم من وربجومة ويستصرخونه فولى على مصر وإفريقية محمد بن الأشعث الخزاعي فنزل مصر وبعث على إفريقية أبا الأحوص عمرو بن الأحوص العجلي وسار في مقدمته فلقيه أبو الخطاب عبد الأعلى بسرت ودهمه بالعساكر ومعهم الأغلب بن سالم بن عقال ابن خفاجة بن سوادة التميمي فسار لذلك ولقى أبا الخطاب بسرت ثانية فانهزم أبو الخطاب وقتل عامة أصحابه وذلك سنة أربع وأربعين وبلغ الخبر إلى عبد الرحمن ابن رستم بالقيروان ففر عنها إلى تاهرت وبنى هالك مدينة ونزلها وقام ابن الأشعث فافتتح طرابلس واستعمل عليها المخارق غفارا الطائي وقام بأمر إفريقية وضبطها وولى على طبنة والزاب الأغلب بن سالم ثم ثارت عليه المضرية وأخرجوه سنة ثمان وأربعين فقفل إلى المشرق الأغلب بن سالم ولما قفل بن الأشعث إلى المشرق ولى على المضرية عيسى بن موسى الخراساني فبعث أبو جعفر المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي بعده على إفريقية وكان من أصحاب أبي مسلم بخراسان وقدم مع ابن الأشعث فولاه على الزاب وطبنة فقدم القيروان وسكن الناس ثم خرج عليه أبو قرة اليفرنى في جموع البربر فهرب وسكن فأبى عليه الجند وخلعوه وكان الحسن بن حرب الكندي بقابس فكاتب الجند وثبطهم عن الأغلب فلحقوا به وأقبل بهم إلى القيروان فملكها ولحق الأغلب بقابس ثم رجع إلى اقبال الحسن بن حرب سنة خمسين فهزمه وسار إلى القيروان فكر عليه الحسن دونها واقتتلوا وأصاب الأغلب سهم فقتله وقدم أصحابه عليهم المغافر بن غفار الطائي الذي كان على طرابلس وحملوا على الحسن فانهزم أمامهم إلى تونس ثم لحق بكتامة وخيل المخارق في اتباعه ثم رجع إلى تونس بعد شهرين فقتله الجند وقيل أصحاب الأغلب قتلوه في الموقف الذي قتل فيه الأغلب وقام بأمر إفريقية المخارق بن غفار إلى أن كان ما نذكره * (عمر بن حفص هزارمرد) * ولما بلغ أبا جعفر المنصور قتل الأغلب بن سالم بعث على إفريقية مكانه عمر بن حفص هزارمرد من ولد قبيصة بن أبي صفرة أخي المهلب فقدمها سنة احدى وخمسين فاستقامت أموره ثلاث سنين ثم سار لبناء السور على مدينة طبنة واستخلف على القيروان أبا حازم حبيب بن حبيب المهلبي فلما توجه لذلك ثار البربر بإفريقية وغلبوا على من كان بها وزحفوا إلى القيروان وقاتلوا أبا حازم فقتلوه واجتمع البربر الإباضية بطرابلس وولوا عليهم أبا حاتم يعقوب
(١٩٢)