ينتظر مدد المقتدر وبعث لشكري هذا إلى نهاوند يجيئه بمال منها فتغلب عليها وجمع بها جندا ثم مضى إلى أصفهان في منتصف السنة وبها أحمد بن كيغلغ فحاربه وهزمه وملك أصفهان ودخل إليها عسكره وأقام هو بظاهرها فرأى لشكري فقصده يظنه من بعض جنده أي أحمد فلما تراءى دافع أحمد بن كيغلغ عن نفسه فقتل وهرب أصحابه ورجع ابن كيغلغ إلى أصفهان * (استيلاء مرداويچ على أصفهان) * ثم بعث مرداويچ عسكرا آخر إلى أصفهان سنة تسع عشرة فملكوها وجددوا له مساكن أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فنزلها وعسكره يومئذ أربعون أو خمسون ألفا ثم بعث عسكرا إلى الأهواز وخوزستان فملكوها وجبوا أعمالها وبعث إلى المقتدر وضعن هذه البلاد بمائتي ألف دينار في كل سنة ففررت عليه وأقطعه المقتدر همذان وماه الكوفة * (قدوم وشمكير على أخيه مرداويچ) * وفى سنة ست عشرة بعث مرداويچ رسوله من الجند ليأتيه بأخيه وشمكير فبعث إليه وأبلغه رسالة أخيه وأعلمه بمقامه في الملك فاستبعد ذلك ثم استغربه ونكر على أخيه مشايعته للمسودة لان الديلم والجيل كانوا شيعة للعلوية بطبرستان فلم يزل الرسول به حتى سار به إلى أخيه فخرج به إلى قزوين وألبسه السواد بعد مراوضة وقدم على أخيه بدويا حافيا مستوحشا فلم يكن إلا أن رهف الملك أعطافه فأصبح أرق الناس حاشية وأكثر الناس معرفة بالسياسة * (خبر مرداويچ مع ابن سامان على جرجان) * كان أبو بكر المظفر صاحب جيوش ابن سامان بخراسان قد غلب على جرجان وانتزعها من ملكه مرداويچ فلما فرغ مرداويچ من أمر خوزستان والأهواز رجع إلى الري وسار منها إلى جرجان فخرج ابن المظفر عن جرجان إلى نيسابور وبها يومئذ السعيد نصر بن سامان فسار لمدافعة مرداويچ عن جرجان وكاتب محمد بن عبد الله البلعمي من قواد ابن سامان مطرف بن محمد وزير مرداويچ واستماله وشعر بذلك فقتل وزيره وبعث إليه البلعمي يعذله في قصد جرجان ويطوق ذلك بالوزير مطرف ويذكره حقوق السعيد بن سامان قبله وقصور قدرته عنه ويشير عليه بالنزول له عن جرجان وتقرير المال عليه بالري فقبل مرداويچ إشارته وعاد عن جرجان وانتظم الحال بينهما
(٤٢٥)