ولاه بلاد الغور ابنا أخيه سالم بن الحسين وهما غياث الدين وشهاب الدين أحسنا السيرة في عملهما ومال إليهما الناس وكثرت السعاية فيهما عند عمهما بأنهما يريدان الوثوب فبعث عنهما فامتنعا فجهز إليهما العساكر فهزماها وأظهرا عصيانه وقطعا خطبته فسار إليهما فقاتلاه قتالا شديدا حتى انهزم فاستأمن إليهما فأجلساه على التخت وقاما بخدمته وزوج بنته غياث الدين منهما وبقي مستبدا على عمه علاء الدولة ثم عهد إليه بالأمر من بعده ومات * (وفاة علاء الدولة وولاية غياث الدولة ابن أخيه من بعده وتغلب الغز على غزنة) * ثم توفى علاء الدولة ملك الغورية سنة ست وخمسين وقام بالأمر من بعده ببيروز كوه غياث الدين أبو الفتح ابن أخيه سالم وطمع الغز بموته في ملك غزنة فملكوها من يده وبقي غياث الدين في كرسيه ببيروز كوه وأعمالها وابنه سيف الدين محمد في بلاد الغور ثم أساء السيرة الغز في غزنة بعد مقامهم فيها خمس عشرة سنة واستفحل أمر غياث الدين فسار إلى غزنة سنة احدى وسبعين في عساكر الغورية والخلخ والخراسانية ولقى الغز فهزمهم وملك غزنة من أيديهم وسار إلى كرمان وشنوران فملكهما وكرمان هذه بين غزنة والهند وليست وكرمان المعروفة ثم سار غياث الدين إلى لهاور ليملكها من يد خسرو شاه ابن بهرام فبادر خسرو شاه إلى نهر المد ومنعه العبور منه فرجع وملك ما يليه من جبال الهند وأعمال الاثغار وولى غزنة أخاه شهاب الدين ورجع إلى بيروز كوه * (استيلاء شهاب الدين الغوري على لهاور ومقتل خسرو شاه صاحبها) * ولما ولى شهاب الدين الغوري غزنة أحسن السيرة فيهم وافتتح جبال الهند مما يليه فاستفحل ملكه وتطاول إلى ملك لهاور قاعدة الهند من يد خسرو شاه فسار سنة تسع وسبعين في عساكر خراسان والغور وعبر إليها وحاصرها وبذل الأمان لخسرو شاه وأنكحه ابنته وسوغه ما يريد من الاقطاع على أن يخرج إليه ويخطب لأخيه فأبى من ذلك وبقي شهاب الدين يحاصره حتى ضاق مخنقه بالحصار وخذله أهل البلد فبعث بالقاضي والخطيب يستأمنان له فأمنه ودخل شهاب الدين البلد وبقي خسرو شاه عنده مكرما وبعد شهرين وصل الامر من غياث الدين بإنفاذ خسرو شاه إليه فارتاب من ذلك فأمنه شهاب الدين وحلف له وبعث به وبأهله وولده مع جيش يحفظونهم فلما وصلوا بلاد الغور حبسهم غياث الدين ببعض قلاعه فكان آخر العهد به وبابنه * (استيلاء غياث الدين على هوارة وغيرها من خراسان) * ولما استقر ملك غياث الدين بلهاور كتب إلى أخيه شهاب الدين الذي تولى فتحها أن يقيم الخطبة له ويلقبه بألقاب السلطان فلقيه غياث الدنيا والدين معين الاسلام والمسلمين
(٣٩٩)