أبى بكر الواثق وكان واليه بها أبو بكر بن خطاب فبعثوا إلى زيان واستدعوه فدخلها وانتهب قصرها وحملهم على البيعة للأمير أبى زكريا على ولاية شرف الأندلس كله وذلك سنة سبع وثلاثين ثم انتقض عليه ابن عصام باريولة ولحق به قرابة زيان بمدينة لقنت فلم يزل بها إلى أن أخذها منه طاغية برشلونة سنة أربع وأربعين فأجاز إلى تونس وبها مات سنة ثمان وستين وأما ابن هود فسيأتي الخبر عن دولته وأما ابن الأحمر فلم تزل الدولة في أعقابه لهذا العهد ونحن ذاكرون أخبارهم لأنهم من بقايا دولة العرب والله خير الوارثين [الخبر عن ثورة ابن هود على الموحدين بالأندلس ودولته وأولية أمره وتصاريف أحواله] هو محمد بن يوسف بن محمد بن عبد العظيم بن أحمد بن سليمان المستعين بن محمد بن هود ثار بالصخيرات من عمل مرسية مما يلي رقوط عند فشل دولة الموحدين واختلاف الموحدون بمراكش لعمه المخلوع عبد الواحد بن أمير المؤمنين يوسف ثار العادل ابن أخيه المنصور بمرسية ودخل في طاعته صاحب حيان أبو محمد عبد الله بن أبي حفص بن عبد المؤمن وخالفهما في ذلك السيد أبو زيد أخوه ابن محمد بن أبي حفص وتفاقمت الفتنة واستظهر كل على أمره بالطاغية ونزلوا له عن كثير من الثغور وقلقت من ذلك ضمائر أهل الأندلس فتصدر ابن هود هذا للثورة وهو من أعقاب بنى هود من ملوك الطوائف وكان يؤمل لها وربما امتحنه الموحدون لذلك مرات فخرج في نفر من الأجناد سنة خمس وعشرين وجهز إليه والى مرسية يومئذ السيد أبو العباس بن أبي عمران موسى بن أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن عسكرا فهزمهم وزحف إلى مرسية فدخلها واعتقل السيد وخطب للمستنصر صاحب بغداد لذلك العهد من بني العباس وزحف إليه السيد أبو زيد بن محمد بن أبي حفص بن عبد المؤمن من شاطبة وكان واليه بها فهزمه ابن هود ورجع إلى شاطبة واستجاش بالمأمون وهو يومئذ بإشبيلية بعد أخيه العادل فخرج في العساكر ولقيه ابن هود فانهزم واتبعه إلى مرسية فحاصره مدة وامتنعت عليه فاقلع عنه ورجع إلى إشبيلية ثم انتقض على السيد أبى زيد ببلنسية زيان بن أبي الحملات مدافع ابن حجاج بن سعد بن مردنيش وخرج عنه إلى أبدء وذلك سنة ست وعشرين وكان بنو مردنيش هؤلاء أهل عصابة وأولى بأس وقوة فتوقع أبو زيد اختلال أمره وبعث إليه ولاطفه في الرجوع فامتنع فخرج أبو زيد من بلنسية ولحق بطاغية برشلونة ودخل في دين النصرانية نعوذ بالله وبايعت أهل شاطبة لابن هود ثم تابعه أهل جزيرة شقر حملهم عليها ولاتهم بنو عزيز بن يوسف عم زيان بن
(١٦٨)