فرجع عنه منصور بن مزيد وابنه صدقة ومن معهما من العرب وسار فخر الدولة المعروف بالقرم فنزل عليها وشد حصارها ونزل يوما بعض الحامية من السور وأخلى مكانه فوقف فيه بعض العامة ونادى بشعار السلطان واتبعه سائر الحامية بالسور وبعثوا إلى زعيم الرؤساء ابن جهير فركب إليهم وملك البلد وذلك سنة ثمان وسبعين ونصب أهل البلد بيوت النصارى الذين كانوا يستخدمون لبنى مروان في الجبايات وانتقموا منهم والله أعلم * (استيلاء ابن جهير على ميافارقين وجزيرة ابن عمر وانقراض دولة بنى مروان) * كان فخر الدولة بن جهير لما بعث ابنه إلى آمد سار هو إلى ميافارقين وأقام على حصارها منذ سنة سبع وسبعين وجاءه سعد الدولة كوهوابين مددا واشتد الحصار وانثلم السور في بعض الأيام فنادى أهلها بشعار ملك شاه ودخل فخر الدولة وملك البلد واستولى على أموال بنى مروان وذخائرهم وبعثها إلى السلطان ملك شاه مع ابنه زعيم الرؤساء فوصل أصفهان في شوال سنة ثمان وسبعين وسار فخر الدولة وكوهوابين إلى بغداد وكان قد بعث عسكر الحصار جزيرة ابن عمر فحصروها وثار بها أهل بيت من أعيانها يعرفون ببني رهان وفتحوا بابا صغيرا للبلد كان منفذ للرجالة وأدخلوا العسكر منه وملكوه بدعوة السلطان ملك شاه وانقرضت دولة بنى مروان ولحق منصور بن نظام الدين نصر بن نصير الدولة بالجزيرة وأقام في إيالة الغز ثم قبض عليه جكرمس وحبسه بدار يهودي فمات بها سنة تسع وثمانين والبقاء لله وحده [الخبر عن دولة بنى الصفار ملوك سجستان المتغلبين على خراسان ومبادي أمورهم وتصاريف أحوالهم] كان أهل هذه الدولة قوما اجتمعوا بنواحي سجستان ونسبوا لقتال الخوارج الشراة بتلك الناحية عندما اضطربت الدولة ببغداد لقتل المتوكل وسموا أنفسهم المتطوعة وكان اجتماعهم على صالح بن نصر الكناني ويقال له صالح المتطوعي وصحبه جماعة منهم درهم بن الحسن ويعقوب بن الليث الصفار وغلبوا على سجستان وملكوها ثم سار إليهم طاهر بن عبد الله أمير خراسان وغلبهم عليها وأخرجهم منها ثم هلك صالح اثر ذلك وقام بأمره في المتطوعة درهم بن الحسن فكثر أتباعه وكان يعقوب بن الليث قائده وكان درهم مضعفا فتحيل صاحب خراسان عليه حتى ظفر به وبعثه إلى بغداد فحبس بها واجتمع المتطوعة على يعقوب بن الليث قائده وكان درهم بكاتب المعتز يسأله ولايتها وأن يقلده حرب الخوارج فكتب له بذلك وأحسن الغناء في حرب الشراة وتجاوزه إلى سائر أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ثم سار من سجستان إلى
(٣٢١)