الذر صاحب غزنة في الخطبة والسكة وأن يقرر الصلح على غزنة بذلك فشاور أهل دولته وفيهم قطلوتكين من موالي شهاب الدين وهو النائب عن الذر بغزنة فأشار عليه بطاعته وأعاد الرسول بالإجابة وخطب له وسار عن غزنة متصديا وبعث قطلوتكين إلى خوارزم شاه سرا أن يبعث إليه من يسلمه غزنة فجاء بنفسه وملك غزنة وهرب الذر إلى لهاور ثم أحضر خوارزم شاه قطلوتكين وقتله بعد أن استصفاه وحصل منه على أموال جمة وولى على غزانة ابنه جلال الدين وذلك سنة ثلاث عشرة وستمائة ورجع إلى بلده * (استيلاء الذر على لهاور ومقتله) * لما هرب الذر من غزنة أمام خوارزم شاه لحق بلهاور وكان صاحبها ناصر الدين قباجة من موالي شهاب الدين وله معها ملتان وآجر والدبيل إلى ساحل البحر وله من العسكر خمسة عشر ألف فارس وجاء الذر في ألف وخمسمائة فقاتله على التعبية ومعه الفيلة فانهزم الذر أولا وأخذت فيوله ثم كانت له الكرة وحمل فيل له على علم قباجة باغراء الفيال وصدق هو الحملة فانهزم قباجة وعسكره وملك الذر مدينة لهاور ثم سار إلى الهند ليملك مدينة دهلي وغيرها من بلاد المسلمين وكان قطب الدين ايبك صاحبها قد مات ووليها بعده مولاه شمس الدين فسار إليه والتقيا عند مدينة سمابا واقتتلا فانهزم الذر وعسكره وأسر فقتل وكان محمود السيرة في ولايته كثير العدل والاحسان إلى الرعية لا سيما التجار والغرباء وكان بملكه انقراض دولة الغورية والبقاء لله وحده [الخبر عن دولة الديلم وما كان لهم من الملك والسلطان في ملة الاسلام ودولة بنى بويه منهم المتغلبين على الخلفاء العباسيين ببغداد وأولية ذلك ومصايره] قد تقدم لنا نسب الديلم في انساب الأمم وانهم من نسل ماذاى بن يافت وماذاى معدود في التوراة من ولد يافت وذكر ابن سعيد ولا أدرى عمن نقله انهم من ولد سام بن باسل ابن آشور بن سام وآشور مذكور في التوراة من ولد سام وقال إن الموصل من جرموق ابن آشور والفرس والكرد والخزر من إيران بن آشور والنبط والسوريان من نبيط ابن آشور هكذا ذكر ابن سعيد والله أعلم والجيل عند كافة النسابين إخوانهم على كل قول من هذه الأقوال وهم أهل جيلان جميعا عصبية واحدة من سائر أحوالهم ومواطن هؤلاء الديلم والجيل بجبال طبرستان وجرجان إلى جبال الري وكيلان وحفا في البحيرة المعروفة بحيرة طبرستان من لدن أيام الفرس وما قبلها ولم يكن لهم ملك فيما قبل الاسلام ولما جاء الله بالاسلام وانقرضت دولة الأكاسرة واستفحلت دولة العرب
(٤١٧)