العادل فأذن له في الاخذ بثاره فقتل العمة وابن قوام الدولة والأستاذ عنبر الريفي وقام بحمل الدولة وأشير عليه بصرف شاور من قوص وقد كان أبوه أوصاه ببقائه وقال له قد ندمت على ولايته ولم يمكني عزله فصرفه وولى مكانه الأمير بن الرفعة فاضطرب شاور وخرج إلى طريق الواحات وجمع وقصد القاهرة وجاء الخبر إلى رزيك فعجز عن لقائه وخرج في جماعة من غلمانه بعدة أحمال من المال والثياب والجوهر وانتهى إلى طفيحة واعترضه ابن النضر وقبض عليه وجاء به إلى شاور فاعتقله واعتقل معه أخاه فأراد الهرب من محبسه فوشى به أخوه فقتل لسنة من ولايته ولتسع سنين من ولاية أبيه * (وزارة شاور ثم الضر غام من بعده) * ودخل شاور القاهرة سنة ثمان وخمسين ونزل بدار سعيد السعداء ومعه ولده طين وشجاع والطازى وولاه العاضد الوزارة ولقبه أمير الجيوش وأمكنه من أموال بنى رزيك فاستصفى معظمها وزاد أهل الرواتب والجرايات عشرة أمثالها واحتجب عن الناس وكان الصالح بن رزيك قد أنشأ في لواقته أمراء يسمون البرقية وكان مقدمهم الضرغام وكان صاحب الباب فنازع شاور في الوزارة لتسعة أشهر من ولايته وثار عليه وأخرجه من القاهرة فلحق بالشأم وقتل ولده عليا وكثيرا من أمراء المصريين حتى ضعفت الدولة وخلت من الأعيان وأدى ذلك إلى خرابها * (مسير شيركوه وعساكر نور الدين إلى مصر مع شاور) * ولما لحق شاور إلى الشأم نزل على الملك العادل نور الدين بدمشق صريخا وشرط له ثلث الجباية على أن يقيم له العساكر وجهز نور الدين شيركوه وكان مقدما في دولته ويذكر سبب اتصاله به في موضعه فساروا في جمادى الاخر سنة تسع وخمسين وقد تقدم نور الدين إلى أسد الدين شيركوه بأن يعيد شاور إلى وزارته وينتقم له ممن نازعه وسار نور الدين بعساكره إلى طرف بلاد الفرنج ليمنعهم من اعتراض أسد الدين ان هموا به ولما وصل أسد الدين وشاور إلى بلبيس لقيهم ناصر الدين همام وفخر الدين همام أخو الضرغام في عساكر مصر فهزموه ورجع إلى القاهرة وقتل رفقاؤه الأمراء البرقية الذين أغروه بشاور ودخل أسد الدين القاهرة ومعه أخو الضرغام أسيرا وفر الضرغام فقتل بالجسر عند مشهد السيدة نفيسة وقتل أخواه وعاد شاور إلى وزارته وتمكن منها ثم نكث عهده مع أسد الدين وسلطانه وصرفه إلى الشأم * (فتنة أسد الدين مع شاور وحصاره) *
(٧٧)