مكارم وكان أبو الحرث أحمد بن محمد غرتهم وكان سبكتكين خطب كريمته لابنه محمود وأنكح كريمته أخت محمود لابنه أبى نصر فالتحم بينهما وهلك أبو الحرث فأقر السلطان محمود ابنه أبا نصر على ولايته إلى أن مات سنة احدى وأربعمائة وكان أبو الفضل أحمد ابن الحسين الهمذاني المعروف بالبديع يؤلف له التآليف ويجعلها باسمه ونال عنده بذلك فوق ما أمل * (غزوة بارين) * ثم سار السلطان محمود على رأس المائة الرابعة لغزو بلاد الهند فدوخها واستباحها وأوقع بملكها ورجع إلى غزنة فبعث إليه ملك الهند في الصلح على جزية مفروضة وعسكر مقرر عليه وعلى تعجيل مال عظيم وهدية فيها خمسون فيلا وتقرر الصلح بينهما على ذلك * (غزوة الغور وقصران) * بلاد الغور هذه تجاور بلاد غزنة وكانوا يفسدون السابلة ويمتنعون بجبالهم وهي وعرة ضيقة وأقاموا على ذلك متمردين على كفرهم وفسادهم فامتعض السلطان محمود وسار لحسم عللهم سنة احدى وأربعمائة وفى مقدمته الترنتاش الحاجب والى هراة وأرسلان الحاجب والى طوس وانتهوا إلى مضيق الجبل وقد شحنوه بالمقاتلة فنازلتهم الحرب ودهمهم السلطان فارتدوا على أعقابهم ودخل عليهم لبلادهم وملكها ودخل حصنا في عشرة آلاف واستطرد لهم السلطان إلى فسيح من الأرض ثم كر عليهم فهزمهم وأثخن فيهم وأسر ابن سوري وقرابته وخواصه وملك قلعتهم وغنم جميع أموالهم وكانت لا يعبر عنها وأسف ابن سوري على نفسه فتناول سما كان معه ومات ثم سار السلطان سنة ثنتين وأربعمائة لغزو قصران وكان صاحبها يحمل ضمانه كل سنة فقطع الحمل وامتنع بموالاة ايلك خان وسار إليه فبادر باللقاء وتنصل واعتذر وأهدى عشرين فيلا وألزمه السلطان خمسة عشر ألف درهم ووكل بقبضها ورجع إلى غزنة * (خبر اليشار واستيلاء السلطان على غرشتان) * كان اسم اليشار عند الأعاجم لقبا على ملك غرشتان كما أن كسرى على ملك الفرس وقيصر على ملك الروم ومعناه الملك الجليل وكان اليشار أبو نصر محمد بن إسماعيل أسد ملكها إلى أن بلغ ولده محمد سن النجابة فغلب على أبيه وانقطع أبو نصر للنظر في العلوم لشغفه بها وصاحب خراسان يومئذ أبو علي بن سيجور ولما انتقض على الرضى نوح خطبهم لطاعته وولايته فأبوا من ذلك لانتقاضه على سلطانه فبعث العساكر إليهم
(٣٦٩)