قومه وعلى بلاده بالجيل وأبو الشوك صاحب حلوان والسهل وبينهما المنافسة القديمة فجمع ظاهر وحارب أبا الشوك فهزمه وقتل سعدي بن محمد أخاه ثم جمع ثانية فانهزم أبو الشوك أيضا وامتنع بحلوان وملك ظاهر عامة البسيط وأقام بالنهروان ثم تصالحا وتزوج ظاهر أخت أبى الشوك فلما أمنه ظاهر وثب عليه أبو الشوك فقتله بثأر أخيه سعدي ودفنه أصحابه بمقابر بغداد وملك سائر الاعمال ونزل الدينور ولما استولى علاء الدولة بن كاكويه على همذان سنة أربع عشرة عندما هزم عساكر شمس الدولة بن بويه واستبد عليه سار إلى الدينور فملكها من يد أبى الشوك ثم إلى سابور خواست وسائر تلك الأعمال وسار في طلب أبى الشوك فأرسل إليه مشرف الدولة سلطان بغداد وشفع فيه فعاد عنه علاء الدولة ولما زحف الغز إلى بلاد الري سنة عشرين وأربعمائة وملكوا همذان وعاثوا في نواحيها إلى استراباذ وقرى الدينور خرج إليهم أبو الفتح بن أبي الشوك وقاتلهم فهزمهم وأسر منهم جماعة ثم عقد الصلح معهم على اطلاق أسراهم ورجعوا عنه ثم استولى أبو الشوك سنة ثلاثين على قرميسين من أعمال الجيل وقبض على صاحبها من الأكراد الترهية وسار أخوه إلى قلعة أرمينية فاعتصم بها من أبو الشوك وكانت لهم مدينة خولنجان فبعث إليها عسكرا فلم يظفروا وعادوا عنها ثم جهز آخر وبعثهم ليومهم يسابقون جندهم ومروا بأرمينية فنهبوا ربضها وقاتلوا من ظفروا به وانتهوا إلى خولنجان فكبسوها على حين غفلة واستأمن إليهم أهلها وتحصن الحامية بقلعة وسط البلد فحاصروها وملكوها عليهم في ذي القعدة من السنة * (الفتنة بين أبى الفتح بن أبي الشوك وعمه مهلهل) * كان أبو الفتح بن أبي الشوك نائبا عن أبيه بالدينور واستفحل بها وملك قلاعا عدة وحمى أعماله من الغز فأعجب بنفسه ورأى التفوق على أبيه وسار في شعبان سنة احدى وثلاثين إلى قلعة بكورا من قلاع الأكراد وصاحبها غائب وبها زوجته فراسلت مهلهلا لتسلم له القلعة نكاية لابي الفتح وكانت حلة مهلهل في نواحي الصامغان فانتظر حتى عاد أبو الفتح عن القلعة وجمرا لعساكر لحصارها وسار إليها أبو الفتح فورى له عن قصده ورجع فأتبعه أبو الفتح فقاتله عمه مهلهل ثم ظفر به وأسره وحبسه وجمع أبو الشوك وقصد شهرزور وحاصرها ثم قصد بلاد مهلهل وطال الامر ولج مهلهل في شأنه وأغرى علاء الدولة بن كاكويه ببلد أبى الفتح فملك عليه الدينور وقرميسين سنة ثنتين وثلاثين ثم سار أبو الشوك إلى دقوقا وقدم إليها ابنه سعدي فحاصرها وجاء على أثره فنقبوا سورها وملكها عنوة ونهب بعض البلد وأخذت أسلحة الأكراد وثيابهم وأقام أبو
(٥١٧)