استأذنه في المسير إلى الختل فأذن له فسار إليها وأقام بها ورجع إلى طاعة السعيد سنة ثمان عشرة وصلح حاله والختل بخاء معجمة مضمومة وتاء مثناة فوقانية مشددة مفتوحة * (ولاية ابن المظفر على خراسان) * كان أبو بكر محمد بن المظفر واليا للسعيد نصر على جرجان ولما استفحل أمر مرداويح بالري كما يأتي في أخبار الديلم خرج عنها ابن المظفر ولحق بالسعيد نصر في نيسابور وهو مقيم بها فسار السعيد في عساكره نحو جرجان ووقعت المكاتبة بين محمد ابن عبيد الله البلغمي مدبر دولته وبين مطرف بن محمد واستماله محمد فمال إليه مطرف وقتله سلطانه مرداويح ثم بعث محمد ينتصح لمرداويح ويذكره نعمة السعيد عنده في اصطناعه وتوليته وتطوق العار في ذلك لمطرف الوزير الهالك ويهول عليه أمر السعيد ويخوفه ويشير عليه بمسالمة جرجان إليه وصالحه السعيد عليها ولما فرغ السعيد من أمر جرجان وأحكمه استعمل محمد بن المظفر بن محتاج على جيوش خراسان سنة احدى وعشرين ورد إليه تدبير الأمور بجميع نواحيها وسار إلى كرسي ملكه ببخارى واستقر بها * (استيلاء السعيد على كرمان) * كان محمد بن الياس من أصحاب السعيد ثم سخطه وحبسه وشفع فيه محمد بن عبيد الله البلغمي فأطلقه وسيره محمد بن المظفر إلى جرجان ثم سار إلى يحيى واخوته عندما توثبوا ببخارى فكان معه في الفتنة وخطب له بنيسابور كما مر فلما زحف السعيد إليهم فارق يحيى ولحق بكرمان واستولى عليها ثم خرج إلى بلاد فارس وبها ياقوت مولى الخلفاء فوصل إليه بإصطخر يريدان يستأمن له وأطلع ياقوت على مكره فرجع إلى كرمان ثم بعث السعيد ما كان بن كالى في العساكر سنة احدى وعشرين وقاتل ابن الياس وهزمه وملك كرمان بدعوة السعيد نصر بن أحمد وسار الياس إلى الدينور ثم رجع ما كان عن كرمان على ما نذكره بعد فرجع إليها ابن الياس وسبب خروج ما كان ان السعيد بعد قتل مرداويح كتب إليه والى محمد بن المظفر صاحب خراسان ان يقصد جرجان والري وبها وشمكير أخو مرداويح فجاء ما كان على المفازة ووصل إلى نيسابور بعد أن كان محمد بن المظفر قد استولى عليها بعث إليه مددا فهزمتهم عساكر وشمكين فأقصر ما كان عن حربهم وأقام بنيسابور وجعلت ولايتها له وذلك أول سنة أربع وعشرين ثم صفت كرمان لمحمد بن الياس بعد حروب مع جيش نصر كان له الظفر فيها آخرا
(٣٤٣)