* (مقتل المقلد وولاية ابنه قراوش) * كان للمقلد موال من الأتراك فهربوا منه واتبعهم فظفر بهم وقتل وقطع وأفحش في المثلة فخاف إخوانهم منه واغتنموا غفلته فقتلوا فيها بالأنبار سنة احدى وسبعين وكان قد عظم شأنه وطمع في ملك بغداد ولما قتل كان ولده الأكبر قراوش غائبا وكانت أمواله بالأنبار فخاف نائبه فيها عبد الله بن إبراهيم بن شارويه بادرة عمه الحسن وراسل أبا منصور بن قراد وكان بالسندية وقاسمه في مخلف المقلد على أن يدافع الحسن ان قصده فأجابه إلى ذلك وأرسل عبد الله إلى قراوش يستحثه فوصل ووفى لابن قراد بما عاهده عليه نائبه عبد الله وأقام ابن قراد عنده ثم إن الحسن بن المسيب جاء إلى مشايخ بنى عقيل شاكيا مما فعله قراوش وابن قراد عنده فسعوا بينهم في الصلح واتفق الحسن وقراوش على الغدر بابن قراد وأن يسير أحدهما إلى الاخر متحاربين فإذا تلاقيا قبضا على ابن قراد ففعلا ذلك فلما تراءى الجمعان نمى الخبر إلى ابن قراد فهرب واتبعه قراوش والحسن ولم يدركاه ورجع قراوش إلى بيوته فأخذها بما فيها من الأموال فوجه الأموال إلى أن أخذها أبو جعفر الحجاج بن هرمز * (فتنة قراوش مع بهاء الدولة بن بويه) * ولما كانت سنة ثنتين وتسعين بعث قراوش بن المقلد جمعا من بني عقيل إلى المدائن فحصروها فبعث أبو جعفر بن الحجاج بن هرمز نائب بهاء الدولة ببغداد عسكرا إليهم فدفعوهم عنها فاجتمعت عقيل وبنو أسد وأميرهم علي بن مزيد وخرج أبو جعفر إليهم واستجاش بخفاجة وأحضرهم من الشأم فانهزم واستبيح عسكره وقتل وأسر من الأتراك والديلم كثير ثم جمع العساكر ثانيا ولقيهم بنواحي الكوفة فهزمهم وقتل وأسر وسار إلى أحياء بنى مزيد ونهب منها ما لا يقدر قدره ثم سار قراوش إلى الكوفة سنة سبع وتسعين وكانت لابي علي بن ثمال الخفاجي وكان غائبا عنها فدخل قراوش الكوفة وصادرهم ثم قتل أبو على سنة تسع وتسعين وكان الحاكم صاحب مصر قد ولاه الرحبة فسار إليها وخرج إليه عيسى بن خلاط العقيلي فقتله وملكها ثم ملكها بعده غير إلى أن ولى أمرها صالح بن مرداس الكلابي صاحب حلب * (قبض قراوش على وزرائه) * كان معتمد الدولة قراوش بن المقلد قد استوزر أبا القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي وكان من خبره أن أباه من أصحاب سيف الدولة بن حمدان فذهب عنه إلى مصر وولى بها الاعمال وولد ابنه أبا القاسم ونشأ هنالك ثم قتله الحاكم فلحق أبو القاسم
(٢٥٧)