واستولى على أموره كلها * (استيلاء المظفر وخلع أبى المعالي) * ثم إن المظفر بن علي الحاجب القائم بأمر أبى المعالي طمع في الاستقلال بأمر البطيحة فصنع كتابا على لسان صمصام الدولة سلطان بغداد بولايته وجاء به ركابي عليه أثر السفر وهو بدست امارته فقرأه بحضرتهم وتلقاه بالطاعة وعزل أبا المعالي وأخرجه مع أمه إلى واسط وكان يصلهما بالنفقة وأحسن السيرة بالناس وانقرض بيت عمران بن شاهين ثم عهد إلى ابن أخته علي بن نصر ويكنى أبا الحسن وتلقب بالأمير المختار وبعده إلى ابن أخته الأخرى ويكنى أبا الحسن ويسمى علي بن جعفر * (وفاة المظفر وولاية مهذب الدولة) * ثم توفى الحاجب المظفر صاحب البطيحة سنة ست وسبعين لثلاث سنين من ولايته وولى بعده ابن أخيه أبو الحسن علي بن نصر بعهده إليه كما مر وكتب إلى شرف الدولة سلطان بغداد بالطاعة فقلده ولقبه مهذب الدولة فأحسن السيرة وبذل المعروف وأجار الخائف فقصده الناس وأصبحت البطيحة معقلا واتخدها الأكابر وطنا وبنوا فيها الدور والقصور وكاتب ملوك الأطراف وصاهره بهاء الدولة بابنته وعظم شأنه واستجار به القادر عندما خاف من الطائع وهرب إليه فأجاره ولم يزل عنده بالبطيحة ثلاث سنين إلى أن استدعى منها للخلافة سنة احدى وثمانين * (بعث ابن واصل على البطيحة وعزل مهذب الدولة) * كان من خبر أبي العباس بن واصل هذا أنه كان ينوب عن رزبوك الحاجب وارتفع معه ثم استوحش منه ففارقه وسار إلى شيراز واتصل بخدمة فولاد وتقدم عنده ثم قبض على فولاد فعاد إلى الأهواز ثم أصعد إلى بغداد ثم خرج منها وخدم أبا محمد بن مكرم ثم انتقل إلى خدمة مهذب الدولة بالبطيحة وتقدم عنده ولما استولى السكرستان على البصرة بعثه مهذب الدولة في العساكر لحربه فقتله وغلبه مضى إلى شيراز فأخذ سفن محمد بن مكرم وأحواله ورجع إلى أسافل دجلة فتغلب عليها وخلع طاعة مهذب الدولة فأرسل إليه مائة سميرية مشحونة بالمقاتلة فغرق بعضها وأخذ ابن واصل الباقي وعاد إلى الأبلة فبعث إليه أبا سعيد بن ماكولا فهزمه ثانية واستولى على ما معه وأصعد إلى البطيحة وخرج مهذب الدولة إلى شجاع بن مروان وابنه صدقة فغدروا به وأخذوا أمواله ولحق بواسط واستولى ابن واصل على البطيحة وعلى أموال مهذب الدولة وجمع ما كان
(٥٠٨)