ملك شاه في سمرقند لما فتحها ووكل به جماعة من الديلم فلقن عنهم معتقدات الإباحة والزندقة فلما ولى أظهر الانحلال فاعتزم جنده على قتله وتفاوضوا في ذلك مع نائبه بقلعة قاشان فأظهر العصيان عليه يستجلب إليه فسار في العساكر وحاصر القلعة وتمكن جنده منه فقبضوا عليه ورجعوا به إلى سمرقند فدفعوه إلى القضاة وقتلوه بالزندقة وولوا مكانه مسعود خان ابن عمه قال ابن الأثير وكان جده من ملوكهم وكان أصم وقصده طغار خان ابن قراخان صاحب طراز فقتله واستولى على الملك وولى على سمرقند أبا المعالي محمد ابن محمد بن زيد العلوي فوليها ثلاث سنين ثم عصى عليه فحاصره وأخذه فقتله ثم خرج طغان خان إلى ترمذ فلقيه السلطان سنجر وظفر به وقتله وأخذها منه عمر خان وملك سمرقند ثم هرب من جنده إلى خوارزم فظفر بن السلطان أحمد وولى سمرقند محمد خان وولى بخارى محمد تكين وقال ابن الأثير في ذكر كاشغر وتركستان انها كانت لأرسلان خان بن يوسف قدر خان كما ذكرنا ثم صارت لمحمود نوراخان صاحب طراز والشاش فملكها سنة وثلاثة أشهر ثم مات فولى بعده طغراخان بن يوسف قدر خان وملك بلاد ساغون وأقام ست عشرة سنة ثم توفى فملك ابنه طغرل تكين شهرين ثم جاء هارون بقراخان بن طقفاج نوراخان وهو أخو يوسف طغرل خان فملك كاشغر وقبض على هارون واستولى على ختن وما يتصل به إلى ساغور وأقام عشرين سنة وتوفى سنة ست وتسعين وأربعمائة فولى بعده أحمد بن أرسلان خان وبعث إليه المستظهر بالخلع ولقبه نور الدولة * (مقتل قدر خان صاحب سمرقند) * قال ابن الأثير سنة خمس وتسعين وأربعمائة ولما سار سنجر إلى بغداد مع أخيه السلطان محمد طمع قدر خان جبريل بن عمر صاحب سمرقند في خراسان فخالف إليها سنجر بعد رجوعه إليها وقد عظم الخلاف بين بركيارق وأخيه محمد وكان بعض أمراء سنجر اسمه كنذعرى يكاتب قدر خان ويغريه ويستحثه إلى البلاد فسار قدر خان إلى بلخ سنة سبع وتسعين في مائة ألف وبادر سنجر إليها في ستة آلاف فلما تقار بالحق كنذعرى بقدر خان فبعثه إلى ترمذ وملكها وجاء الخبر إلى سنجر بأن قدر خان نزل قريبا من بلخ وأنه خرج متصيدا في ثلثمائة فارس فجرد إليه عسكرا مع أميره برغش فهزمهم وجاء بكنذعرى وقدر خان أسيرين وقيل إنه وقع بينهما مصاف وانهزم قدر خان وأسر فقتله سنجر وسار إلى ترمذ فحاصرها حتى استأمن إليه كنذعرى فأمنه ولحق بغزنة وكان محمد أرسلان خان ابن سليمان بن داود بقرا خان نازلا بمرو فبعث عنه السلطان سنجر وولاه على سمرقند وهو من نسل الخانية مما وراء النهر وأمه بنت السلطان سنجر وولاه ملك شاه
(٣٩٤)