في أمة أخرى والله أعلم فجمعهم ادفونش بن بطرة على حماية ما بقي من أرضهم بعد أن ملك المسلمون عامتها وانتهوا إلى جليقية وأقصروا عن الفتح بعدها حتى فشلت الدولة الاسلامية بالأندلس وارتجع النصارى الكثير مما غلبوا عليه وكان مهلك أدفونش بن بطرة سنة اثنتين وأربعين ومائة لثمان عشرة سنة من ملكه وولى بعده ابنه فرويلة احدى عشرة سنة قوى فيها سلطانه وقارنه فيها شغل عبد الرحمن الداخل بتمهيد أمره فاسترجع مدينة بك وبرتغال وسمورة وسلمنقة وشقرنية وقشتالة بعد أن كانت انتظمت للمسلمين في الفتح وهلك سنة ثمان وخمسين وولى ابنه شيلون عشر سنين وهلك سنة ثمان وستين فولوا مكانه أدفونش منهم ووثب عليه سمول ماط فقتله وملك مكانه سبع سنين وعلى عقب ذلك استفحل ملك عبد الرحمن بالأندلس وأغزى جيوشه أرض جليقية ففتح وغنم وأسر ثم ولى منهم أدفونش آخر سنة ثنتين وخمسين وهلك سنة ثمان وستين فولوا مكانه أدفونش منهم ووثب أحد ملوكهم المستبدين بأمرهم قال ابن حبان كانت ولاية رذمير هذا عند ترهب أخيه أدفونش الملك قبله وذلك سنة تسع عشرة وثلثمائة على عهد الناصر وتهيأ للناصر الظهور عليه إلى أن كان التمحيص على المسلمين في غزوة الخندق وذلك سنة سبع وعشرين وثلثمائة وكانت الواقعة بالخندق وقريبا من مدينة شنت ماكس كما ذكر في أخباره ثم هلك رذمير سنة تسع وثلاثين وولى أخوه سانجة وكان تياها معجبا بطالا فانتقض سلطانه ووهن ملك قومه وانتزى عليه قوامس دولته فلم يتم لبنى ادفونش بعدها ملك مستند في الجلالقة الا من بعد أزمان الطوائف وملوكهم كما ذكرناه وكان اضطراب ملكهم كما نقل ابن حبان على يد فردلند بن عبد شلب قومس ألبة والقلاع فكان أعظم القوامس وهم ولاة الاعمال من قبل الملك الأعظم فانتقض على سانج ألبة وظاهرهم ملك البشكنس على سانجة وورد سانجة على الناصر بقرطبة صريخا فأمده واستولى بذلك الامداد على سمورة فملكها وأنزل المسلمين بها واتصلت الحرب بين سانجة وبين فردلند إلى أن أسر فردلند في بعض أيام حروبهم وحصل في أسر ملك البشكنس على أن ينفذ إليه أسيره فردلند بن عبد شلب قومس ألبة والقلاع فأبى من ذلك وأطلقه ووفد على المنتصر أرذون بن أدفونش المقارع لسانجة صريخا سنة احدى وخمسين فأجابه وأنفذ غالبا مولاه في مدده ثم هلك سانجة ملك بنى أدفونش ببطليوس وقام بأمرهم بعده ابنه رذمير وهلك أيضا فردلند بن عبد شلب قومس ألبة وولى بعده ابنه غرسية ولقى رذمير المسلمين بالثغر في بعض صوائفهم وعظمت نكايته بعد مهلك الحكم المستنصر إلى أن قيض الله لهم المنصور بن أبي عامر حاجب ابنه هشام فأثخن في عمل رذمير وغزاه مرارا وحاصره في سمورة ثم في ليون
(١٨٠)