* (غز والهند) * ثم سار سبكتكين بعد ما فتح بست وقصد غازيا بلاد الهند وتوغل فيها حتى افتتح بلادا لم يدخلها أحد من بلاد الاسلام ولما سمع به ملك الهند سار إليه في جيوشه وقد عبى العساكر والفيلة على عادتهم في ذلك بالتعبية المعروفة بينهم وانتهى إلى لمغان من ثغوره وتجاوزه وزحف إليه سبكتكين من غزنة في جموع المسلمين والتقى الجمعان ونصر الله المسلمين وأسر ملك الهند وفدى نفسه على ألف ألف درهم وخمسين فيلا ورهن في ذلك من قومه وبعث معه رجالا لقبض ذلك فغدر بهم في طريقه وتقبض عليهم فسار سبكتكين في تعبيته إلى الهند فقبض كل من لقيه من جموعهم وأثخن فيهم وفتح لمغان وهدمها وهي ثغر الهند مما يلي غزنة فاهتز لذلك جميال واحتشد وسار إلى سبكتكين فكانت بينهم حرب شديدة وانهزم جميال وجموع الكفر وخمدت شوكتهم ولم يقم لملوك الهند بعدها معه قائمة ثم صرف وجهه إلى إعانة سلطانه الأمير نوح كما نذكر * (ولاية سبكتكين على خراسان) * قد قدمنا أن الأمير نوح بن منصور لما طرقته النكبة ببخارا من الترك وملكها عليه بقراخان عبر النهر إلى آمل الشط واستصرخ ابن سيجور صاحب خراسان وفائقا صاحب بلخ فلم يصرخاه وبلغه مسير بقراخان عن بخارا فأغذ السير إليها وارتجع ملكه كما كان وهلك بقراخان فنبت قدمه في سلطانه وارتاب أبو على وفائق بأمرهم عنده وغلط فائق بالمبادرة إلى بخارا للتهنئة والتقدم في الدولة من غير اذن في ذلك فسرح الأمير نوح غلمانه ومواليه فحاربوه وملكوا بلخا من يده ولحق بأبي علي بن سيجور فاستظهر به على فتنة الأمير نوح وذلك سنة أربع وثمانين فكتب الأمير نوح عند ذلك إلى سبكتكين يستدعيه للنصرة عليهما وعقد له على خراسان وأعمالها وكان في شغل شاغل من الجهاد بالهند كما ذكرناه فبادر لذلك وسار إلى نوح فلقيه واتفق معه ثم رجع إلى غزنة واحتشد وسار هو وابنه محمود ولقيا الأمير نوحا بخراسان في الموضع الذي تواعد معه ولقيهم أبو علي بن سيجور وفائق فهزمهما وفتك فيهم أصحاب سبكتكين واتبعوهم إلى نيسابور ثم صدوهم عنها إلى جرجان واستولى نوح على نيسابور واستعمل عليها وعلى جيوش خراسان محمود بن سبكتكين وأنزله بها ولقبه سيف الدولة وأنزل أباه سبكتكين بهراة ولقبه ناصر الدولة ورجع إلى بخارا * (الفتنة بين سيجور وفائق بخراسان وظهور سبكتكين وابنه محمود عليهم) * ولما رجع نوح إلى بخارا وطمع أبو علي بن سيجور وفائق في انتزاع خراسان من يد
(٣٦١)