وأنزلهم عنده بذي جبلة فكان يسطو بهم وكانت سيدة تأتي التعكر في الصيف وبه ذخائرها وخزائنها فإذا جاء الشتاء رجعت إلى ذي جبلة ثم انفرد المفضل لقتال نجاح فرتب في حصن التعكر فقيها يلقب بالجمل مع جماعة من الفقهاء أحدهم إبراهيم بن زيد ابن عمر عمارة الشاعر فبايعوا الجمل على أن يمحو الدعوة الامامية فرجع المفضل بن طريقه وحاصرهم وجاءت خولان لنصرتهم وضايقهم المفضل وهلك في حصارهم سنة أربع وخمسمائة فجاءت بعده الحرة سيدة وأنزلتهم على عهد فنزلوا ووفت لهم به وكفلت عقب المفضل وولده وصار معقل التعكر في يد عمران بن الذر الخولاني وأخيه سليمان واستولى عمران على الحرة سيدة مكان المفضل ولما ماتت استبد عمران وأخوه بحصن التعكر واستولى منصور بن لمفضل بن أبي البركات على ذي جبلة حتى باعه من الداعي الذريعي صاحب عدن كما يأتي واعتصم بمعقل أشيح الذي كان للداعي المنصور سبا بن أحمد وذلك أن المنصور توفى سنة ست وثمانين وأربعمائة واختلف أولاده من بعده وغلب ابنه على منهم على المعقل وكان ينازع المفضل بن أبي البركات والحرة سيدة وأعياهما أمره فتحيل المفضل بسم أودعه سفر جلا أهداه إليه فمات منه واستولى بنو أبى البركات على بنى المظفر في أشيح وحصونه ثم باع حص ذي جبلة من الداعي الذريعي صاحب عدن بمائة ألف دينار ولم يزل يبيع معاقله حصنا حصنا حتى لم يبق له غير معقل تعز أخذ منه علي بن مهدي بعد أن ملك ثمانين سنة وبلغ من العمر مائة سنة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب [الخبر عن دولة بنى نجاح بزبيد موالي بنى زياد ومبادي أمورهم وتصاريف أحوالهم] ولما استولى الصليحي على زبيد من يد كهلان بعد أن أهلكه بالسم على يد الجارية التي بعثها إليه سنة ثنتين وخمسين وأربعمائة كما مر وكان لنجاح ثلاثة من الولد معارك وسعيد وجياش فقتل معارك نفسه ولحق سعيد وجياش بجزيرة دهلك وأقاما هنالك يتعلمان القرآن والآداب ثم رجع سعيد إلى زبيد مغاضبا لأخيه جياش واختفى بها في نفق احتفره تحت الأرض ثم استقدم أخاه جياشا فقدم وأقاما هنالك في الاختفاء ثم إن المستنصر العبيدي الخليفة بمصر قطع دعوته بمكة محمد بن جعفر أميرها من الهواشم فكتب إلى الصليحي يأمره بقتاله وحمله على إقامة الدعوة العلوية بمكة فسار على الصليحي لذلك من صنعاء وظهر سعيد وأخوه من الاختفاء وبلغ خبرهم الصليحي فبعث عسكرا نحوا من خمسة آلاف فارس وأمرهم بقتلهما وقد كان سعيد وجياش خالفا العسكر وسارا في اتباع الصليحي وهو في عساكره فبيتوه في اللجم وهو متوجه إلى
(٢١٦)