فحملوا عليهم وانهزموا وقتلوا بكل مكان واستنجوا بأحمة فأضرمت عليهم نارا وغنم المسلمون أهاليهم وأموالهم حتى بيع المماليك خمسة بدينار وقتل كبير بنى كوكر الذي كان مملكا عليهم وقصد دانيال صاحب الجند الجودي وسار إليها فأقام بها منتصف رجب وهو يستنفر الناس ثم عاد نحو غزنة وأرسل بهاء الدين سام صاحب باميان بالنفير إلى سمرقند وان يتخذ الجسر لعبور العساكر وكان أيضا ممن دعاه هذا الارجاف إلى الانتقاض التتراهية وهم قوم من أهل الهند بنواحي قرى سابور دينهم المجوسية ويقتلون بناتهم بعد النداء عليهن للتزويج فإذا لم يتزوجها أحد قتلوها وتزوج المرأة عندهم بعدة أزواج وكانوا يفسدون في نواحي قرى سابور ويكثرون الغارة عليها وأسلم طائفة منهم آخر أيام شهاب الدين الغوري ثم انتقضوا عند هذا الارجاف وخرجوا إلى حدود سوران ومكران وشنوا الغارة على المسلمين فسار إليهم الخلخى نائب تاج الدين الذي بتلك الجهة فأوقع بهم وأثخن فيهم وبعث برؤس الأعيان منهم فعلقت ببلاد الاسلام وصلح أمر البلاد * (مقتل شهاب الدين الغوري وافتراق المملكة بعده) * لما قضى شهاب الدين شأنه من بلاد الغور وأصلح ما كان بها من الفساد ارتحل من لهاور عائدا إلى غزنة عازما على قصد الخطأ بعد أن استنفر أهل الهند وأهل خراسان فلما نزل بدميل قريبا من لهاور طرق خيمته جماعة من الدعار فقتلوا بعض الحرس وثار بهم الناس وذهل باقي الحرس بالهيعة فدخل منهم البعض على شهاب الدين وضربوه في مصلاه وقتلوه ساجدا وقتلوا عن آخرهم أول شعبان سنة ثنتين وستمائة فيقال ان هذه الجماعة من الكوكرية الذين أحفظهم ما فعل بهم ويقال من الإسماعيلية لأنهم كانوا غلوا منه وكانت عساكره تحاصر قلاعهم ولما قتل اجتمع الأمراء عند وزيره مؤيد الدين خواجا سحتا واتفقوا على حفظ المال إلى أن يقوم بالأمر من يتولاه من أهله وتقدم الوزير إلى أمير العسكر بضبط العسكر وحملت جنازة شهاب الدين في المحفة وحملوا خزائنه وكانت ألفين ومائتي حمل وتطاول الموالى مثل صونج صهر الذر وغيره إلى نهب المال فمنعهم الأمراء الكبار وصرفوا الجند الذين أقطاعهم عند قطب الدين أيبك ببلاد الهند أن يعودوا إليه وساروا إلى غزنة متوقعين البيعة على الملك بين غياث الدين محمود ابن السلطان غياث الدين وبين بهاء الدين سام صاحب باميان ابن أخت شهاب الدين فيملك الخزانة والأتراك يريدون طريق سوران ليقربوا من فارس وكان هوى الوزير مؤيد الملك مع الأتراك فلم يزل بالغورية حتى إذا وصلوا طريق كرمان ساروا عليها ولقوا بها مشقة من غارات التتراهية واقعان
(٤٠٩)