عليه وذلك سنة خمس وسبعين وبعث هشام العساكر مع يوسف بن نحية إلى جليقة فلقى ملكها ابن مند وهزمه وأثخن في العدو وفى هذه السنة دخل أهل طليطلة في طاعة الأمير هشام بعد منصرف أخويه عنهم فقبلهم وأمنهم وبعث عليها ابنه الحكم واليا فضبطها وأقام بها وفى سنة ست وسبعين بعث هشام وزيره عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث لغزاة العدو فبلغ ألبة والقلاع وأثخن في نواحيها ثم بعثه في العساكر إلى أريونة وجرندة فأثخن فيهما ووطئ أرض سرطانية وتوغل في بلادهم ورجع بالغنائم التي لا تحصى واستمد الطاغية بالبشكنس وجيرانه من الملوك فهزمهم عبد الملك ثم بعث بالعساكر مع عبد الكريم بن عبد الواحد إلى بلاد جليقة فأثخنوا في بلاد العدو وغنموا ورجعوا وفى هذه السنة هاجت فتنة بتاكدنا وهي بلاد رندة من الأندلس وخلع البربر هنالك الطاعة فبعث إليهم هشام ابن عبد القادر بن أبان بن عبد الله مولى معاوية ابن أبي سفيان فأبادهم وخرب بلادهم وفر من بقي منهم فدخلوا في القبائل وبقيت تأكدنا قفراء خالية سبع سنين وفى سنة تسع وسبعين بعث هشام الحاجب عبد الملك بن عبد الواحد بن مغيث في العساكر إلى جليقة فانتهى إلى سترقة فجمع ملك الجلالقة واستمد بالملوك ثم حام عن اللقاء ورجع أدارجة وأتبعه عبد الملك وتوغل في بلادهم وكان هشام قد بعث الجيوش من ناحية أخرى فالتقوا بعبد الملك وأثخنوا في البلاد واعترضهم عسكر الإفرنج فنالوا منهم بعض الشئ ثم خرجوا ظافرين سالمين * (وفاة هشام وولاية ابنه الحكم) * ثم توفى هشام بن عبد الرحمن سنة ثمانين ومائة لسبع سنين من امارته وقيل ثمان سنين وكان من أهل الخير والصلاح وكان كثير الغزو والجهاد وهو الذي أكمل بناء الجامع بقرطبة الذي كان أبوه شرع فيه وأخرج المصرف لآخذي الصدقة على الكتاب والسنة ولما مات ولى ابنه الحكم بعده فاستكثر من المماليك وارتباط الخيل واستفحل ملكه وباشر الأمور بنفسه ولأول ولايته أجاز ابنه عبد الله البلنسي من عدوة المغرب فملك بلنسية ثم أخوه سليمان من طنجة فحاربهما الحكم سنة ثم ظفر بعمه سليمان فقتله ستة أربع وثمانين وأقام عبد الله ببلنسية وكف عن الفتنة وأرسل الحكم في الصلح على يد يحيى بن يحيى الفقيه وغيره فصالحه سنة ست وثمانين وفى خلال الفتنة مع عميه سليمان وعبد الله اغتنم الفرنج الفرصة واجتمعوا وقصد وابرشلونة فملكوها سنة خمس وثمانين وتأخرت عساكر المسلمين إلى ما دونها وبعث الحكم العساكر إلى برشلونة مع الحاجب عبد الكريم بن مغيث إلى بلاد الجلالقة فأثخن فيها وخالفهم العدو إلى المضايق فرجع إلى التعبية وظفر بهم ورجع إلى بلاد الاسلام ظافرا وفى سنة احدى وثمانين ثار
(١٢٥)