هذا ابن تومرت قد كانت ولايته * كما يقول الورى لحما على وضم وكان أول هذا الدين من رجل * سعى إلى أن دعوه سيد الأمم فجمعهم صلاح الدين وشنقهم في يوم واحد بين القصرين وأخر ابن كامل عنهم عشرين يوما ثم شنقه ومر عمارة بباب القاضي الفاضل فطلب لقاءه فمنع فقال وهو سائر إلى المشنقة عبد الرحيم قد احتجب * ان الخلاص هو العجب وفى كتاب ابن الأثير ان صلاح الدين انما اطلع على أمرهم من كتابهم الذي كتبوه إلى الفرنجة عثر على حامله وقرئ الكتاب وجئ به إلى صلاح الدين فقتل مؤتمن الخلافة لقرينة وعزل جميع الخدام واستعمل على القصر بهاء الدين قراقوش وكان خصيا أبيض وغضب السودان لقتل مؤتمن الخلافة واجتمعوا في خمسين ألفا وقاتلوا أجناد صلاح الدين بين القصرين وخالفهم إلى بيوتهم فأضرمها أنارا واحترق أموالهم وأولادهم فانهزموا وركبهم السيف ثم استأمنوا ونزلوا الجيزة وعبر إليهم شمس الدولة تورنشاه فاستلحمهم * (قطع الخطبة للعاضد وانقراض الدولة العلوية بمصر) * كان نور الدين العادل يوم استقل صلاح الدين بملك مصر وضعف أمر العاضد بها وتحكم في قصره يخاطبه في قطع دعوتهم من مصر والخطبة بها للمستضئ العباسي وهو يماطل بذلك حذرا من استيلاء نور الدين عليه ويعتذر بتوقع المخالفة من أهل مصر في ذلك فلا يقبل ثم ألزمه ذلك فاستأذن فيه أصحابه فأشاروا به وأنه لا يمكن مخالفة نور الدين ووفد عليه من علماء العجم الفقيه الخبشاني وكان يدعى بالأمير العالم فلما رأى احجامهم عن هذه الخطبة قال أنا أخطبها فلما كان أول جمعة من المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة صعد المنبر قبل الخطيب ودعا للمستنصر فلم ينكر أحد عليه فأمر صلاح الدين في الجمعة الثانية الخطباء بمصر والقاهرة أن يقطعوا خطبة العاضد ويخطبوا للمستضئ ففعلوا وكتب بذلك إلى سائر أعمال مصر وكان العاضد في شدة من المرض فلم يعلمه أحد بذلك وتوفى في عاشوراء من السنة وجلس صلاح الدين للعزاء فيه واحتوى على قصر الخلافة بما فيه فحمله بهاء الدين قراقوش إليه وكان في خزائنهم من الذخيرة ما لم يسمع بمثله من أصناف الجواهر واليواقيت والزمرد وحلى الذهب وآنية الفضة والذهب ووجد ماعون القصر؟؟ من الموائد والطسوت والأباريق والقدور والصحاف والخوان والبواقيل والمناير والطيافر والقباقب والأسورة كل ذلك من الذهب ووجد من أنواع الطيوب واللباس والمذهبات والقرقبيات المعلقات والوشي ما لا تقله الأوقار ومن الكتب ما يناهز مائة وعشرين
(٨١)