تسع وخمسين وقتل معه خلقا من اليهود وتوفى سنة سبع وستين وولى حافده المظفر أبو محمد عبد الله بن بلكين بن باديس وولى أخاه تميما بمالقة بعهد جده وخلعهما المرابطون سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وحملا إلى اغمات ووريكة واستقرا هنالك حسبما يذكر بعد في أخبارهم مع يوسف بن تاشفين والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين [الخبر عن بنى ذي النون ملوك طليطلة من الثغر الجوفي وتصاريف أمورهم ومصاير أحوالهم] جدهم إسماعيل الظافر بن عبد الرحمن بن سليمان بن ذي النون أصله من قبائل هوارة ورأس سلفه في الدولة المروانية وكانت لهم رياسة في شنترية ثم تغلب على حصن افلنتين أزمان الفتنة ستة تسع وأربعمائة وكانت طليطلة ليعيش بن محمد بن يعيش واليها منذ أول الفتنة فلما هلك سنة سبع وعشرين استدعاه إسماعيل الظافر من حصن افلنتين بعض أجناد طليطلة فمضى إليها وملكها وامتد ملكه جنجالة من عمل مرسية ولم يزل أميرا بها إلى أن هلك سنة تسع وعشرين وولى ابنه المأمون أبو الحسن يحيى واستفحل ملكه وعظم بين ملوك الطوائف سلطانه وكانت بينه وبين الطاغية مواقف مشهورة وفى سنة خمس وثلاثين غزى بلنسية وغلب على صاحبها المظفر ذي السابقين من ولد المنصور بن أبي عامر ثم غلب على قرطبة وملكها من يد ابن عباد وقتل ابنه أبا عمر بعد أن كان ملكها وهلك الظافر بها مسموما سنة سبع وستين كما ذكرناه وولى بعده على طليطلة حافده القادر يحيى بن إسماعيل بن المأمون يحيى بن ذي النون وكان الطاغية بن ادفونش قد استفحل أمره لما خلا الجو من مكان الدولة الخلافية وخف ما كان على كاهله من أمر العرب فالتهم البسائط وضايق ابن ذي النون حتى غلب على طليطلة فخرج له القادر عنها سنة ثمان وسبعين وأربعمائة وشرط عليه أن يظاهره على أخذ بلنسية وعليها عثمان القاضي ابن أبي بكر بن عبد العزيز من وزراء ابن أبي عامر فخلعه أهلها خوفا من القادر أن يمكن منهم الفنش فدخلها القادر وأقام بها سنتين وقتل سنة احدى وثمانين على ما نذكر بعد أن شاء الله تعالى [الخبر عن ابن أبي عامر صاحب شرق الأندلس من بني ملوك الطوائف وأخبار الموالى العامريين الذين كانوا قبله وابن صمادح قائده بالمرية وتصاريف أحوالهم ومصايرها] بويع للمنصور عبد العزيز بن عبد الرحمن الناصر بن أبي عامر بشاطبة سنة احدى
(١٦١)