* (مقتل سليمان بن نصير الدولة) * كان نصير الدولة قد ولى ابنه سليمان ويكنى أبا حرب الأمور وكان يحاوره في الجزيرة بشر موشك بن المحلى زعيم الأكراد في حصون له هنالك منيعة ووقعت بينهما منافرة ثم استماله سليمان ومكر به وكان الأمير أبو طاهر البثنوي صاحب قلعة فنك وغيرها وهو ابن أخت نصير الدولة وكان صديقا لسليمان فكان مما استماله به موشك ان زوجه بابنة أبى طاهر فاطمأن موشك إلى سليمان وسار إلى غزو الروم بأرمينية وأمده نصير الدولة ابن مروان بالعساكر والهدايا وقد كان خطب له من قبل ذلك وأطاعه فشفع عنده في موشك فقتله سليمان وقال لطغرلبك انه مات وشكر له أبو طاهر حيث كان صهره ذريعة إلى قتله فخافه سليمان وتبرأ إليه مما وقع فأظهر القبول وطلب الاجتماع ونزل من حصنه فنك لذلك وخرج سليمان إليه في قلة من أصحابه فقتله عبيد الله وأدرك من ثار أبيه وبلغ الخبر إلى نصير الدولة فبادر بابنه نصير وبعث معه العساكر لحماية الجزيرة وسمع قريش بن بدران صاحب الموصل فطمع في ملك جزيرة ابن عمر فسار إليها واستمال الأكراد الحسنية والبثنوية واجتمعوا على قتال نصير بن مروان فأحسن المدافعة عن بلده وقاتلهم وجرح قريش جراحا عديدة ورجع إلى الموصل وأقام نصير ابن مروان بالجزيرة والأكراد على خلافه * (مسير طغرلبك إلى ديار بكر) * ولما انصرف طغرلبك من الموصل وملكها وفر قريش عنها ثم عاود الطاعة وذلك سنة ثمان وأربعين فسار طغرلبك بعدها إلى ديار بكر وحاصر جزيرة ابن عمرو كان ابن مروان في خدمته وهداياه مترادفة عليه في مسيره إلى الموصل وعوده فبعث إليه بالمال مفاداة عن الجزيرة ويذكر ما هو بصدده من الجهاد وحماية الثغر فأفرج عنه طغرلبك وسار إلى سنجار كما ذكرناه في أخبار قريش * (وفاة نصير الدولة بن مروان وولاية ابنه نصر) * وفى سنة ثلاث وخمسين توفى نصير الدولة أحمد بن مروان الكردي صاحب ديار بكر وكان لقبه القادر بالله ومات لثنتين وخمسين سنة من ولايته وكان قد عظم استيلاؤه وتوفرت أمواله وحسن في عمارة الثغور وضبطها اثره وكان يهادى السلطان طغرلبك بالهدايا العظيمة ومنها حبل الياقوت الذي كان لبنى بويه اشتراه من أبى منصور بن جلال الدولة وأرسل معه مائة ألف دينار فحسنت حاله عنده وكان يناغى عظماء الملوك في الترف فيشترى الجارية بخمسمائة دينار وأكثر واجتمع عنده منهن للافتراش
(٣١٩)