ألف سفر أعطاها للفاضل عبد الرحيم البيساني كاتبه وقاضيه ومن الظهر والكراع والسلاح ومن الخدم والوصائف خمسين ألفا ومن المال؟؟ مائة بيت ثم حبس رجالهم ونساءهم حتى ماتوا وكانت بالدولة عند عهد العزيز والحاكم قد خلا جوها من رجالات كتامة وتفرقوا في المشرق في سبيل ذلك الملك وانقرضوا بانقراض أمر الشيعة وموت العاضد آخر خلفائهم وأكلتهم الأقطار والوقائع شأن الدول كما ذكرناه من قبل ولما هلك العاضد وحول صلاح الدين الدعوة إلى العباسية اجتمع قوم من الشيعة بمصر وبايعوا لداود بن العاضد ونمى خبرهم إلى صلاح الدين فقبض عليهم وقتلهم وأحرج داود من القصر وذلك سنة تسع وستين وخمسمائة ثم خرج بعد حين ابنه سليمان بن داود رضى الله تعالى عنه بالصعيد وحبس إلى أن هلك وظهر بعد حين بجهة فاس بالمغرب محمد بن عبد الله بن العاضد ودعا هنالك وتسمى بالمهدي فقتل وصلب ولم يبق للعبيديين ذكر الا في بلاد الحثيثية من العراق وهم دعاة الفداوية وفى بلاد الإسماعيلية التي كانت فيها دعوتهم بالعراق وقام بها ابن الصباح في قلعة الموت وغيرها كما يذكر في أخبارهم إلى أن انقرضت تلك الدعوة أجمع بانقطاع دعوة العباسيين ببغداد على يد هولاكو من ولد جنكزخان ملوك التتر سنة خمس وخمسين وستمائة والامر لله وحده هذه أخبار الفاطميين ملخصة من كتاب ابن الأثير ومن تاريخ دولتهم لابن الطوير وقليل من ابن المسيحي جمعت ما أمكنني منهما ملخصا والله ولى العون * (الخبر عن بنى حمدون ملوك المسيلة والزاب بدعوة العبيديين ومآل أمرهم) * كان علي بن حمدون أبوهم من أهل الأندلس وهو علي بن حمدون بن سماك بن مسعود ابن منصور الجذامي يعرف با بن الأندلس واتصل بعبيد الله وأبى القاسم بالمشرق قبل شأن الدعوة وبعثوه من طرابلس إلى عبد الله الشيعي فأحسن اللقاء والانصراف ولزمهم أيام اعتقالهم بسجلمائة فلما استفحل ملكهم جذبوا أبا ضبيعة ورقوه إلى الرتب ولما رجع أبو القاسم من حركته إلى المغرب سنة خمس عشرة وثلثمائة واختط مدينة المسيلة استعمل علي بن حمدون على بنائها وسماها المحمدية ولما تم بناؤها عقد له على الزاب وأنزله بها وشحنها بالأقوات التي كانت مسيرة للعساكر عند محاصرة المنصور لابي يزيد صاحب الحمار بجبل كتامة ولم يزل واليا على الزاب وربى ابنيه جعفر أو يحيى بدار أبى القاسم وكان جعفر صير المعد المعز ولما كانت فتنة أبى يزيد وأضرمت إفريقية نارا وفتنة وأهاب القائم الأولياء من كل ناحية كتب إلى ابن حمدون أن يجند قبائل البربر ويوافيه فنهض إلى المهدية في عسكر ضخم بقسنطينة وهو يحتشد كل من مر به في طريقه حتى وصل إلى شق بنارية ثم قارب باجة وكان بها أيوب بن أبي يزيد في عسكر
(٨٢)