وكانت من حسنات سلطان مصر وسعى هذا الأمير عجلان جرأه الله خيرا وأقام على ذلك إلى أن هلك سنة سبع وسبعين وولى ابنه أحمد بعده وقد كان فوض إليه في حياته وقاسمه في أمره فقام أحمد بأمر مكة وجرى على سنن أبيه في اثبات مراسم العدل واحياء معالمه حتى شاع عنه ذلك في الآفاق على ألسنة الحاج والمجاورين وولاه صاحب مصر لعهده الملك الظاهر أبو سعيد برقوق على ما كان أبوه وسير إليه بالخلع والتفويض على عادتهم في ذلك وكان في محبس أحمد جماعة من قرابته منهم أخوه محمد ومحمد ابن أخيه ثقبة وعنان ابن عمه مغامس في آخرين فلما مات أحمد هربوا من محبسهم ولحقوا بهم فردوهم وأجلوا محمد بن عجلان منهم إلا عنانا فإنه لحق بمصر مستجيشا على محمد وكبيش فأنجده السلطان وبعثه مع أمير الركب ليطالع أحوالهم واستصحب معه جماعة من الباطنية فتكوا بمحمد عند لقائه المحمل الذي عليه كسوة الكعبة بشارة الخليفة وتقبيله الخف الذي يحمله على العادة في ذلك وتر كوه صريعا في مكانه ودخلوا إلى مكة فولى أمير الحاج عنان بن مغامس ولحق كبيش وشيعته بجدة فلما انقضى الموسم ورجع الحاج جاء كبيش وأصحابه وحاصروا مكة وكان بينهم وبين عنان حروب قتل كبيش في بعضها ثم لحق علي بن عجلان وأخوه حسن بالملك الظاهر صاحب مصر فرأى أن يحسم المادة بولايته فولاه سنة تسع وثمانين مشار كا لعنان بن مغامس في الامارة وسار مع أمير الركب فلما وصلوا لكومرد بكروا إلى مكة على العادة وخرج عنان للقائهم ثم نكص من بعض الطريق هاربا ودخل على مكة واستقل بامارتها ولما انفض الموسم ورجع الحاج جاء عنان ومعه بنو عمه مبارك وجماعة الشرفاء فحاصروا مكة على على ونازعوه الامارة ثم أفرجوا ثم رجعوا وحالهم على ذلك متصل لهذا العهد ووفدوا على السلطان بمصر سنة أربع وتسعين فأفرد عليا بالامارة وأفاض عليه العطاء وأكنف له الجند والمستخدمين وأبقى عنان بن مغامس عنده وأجرى عليه الرزق ونظمه في أهل دولته ثم نمى إلى السلطان أنه يروم الفرار إلى الحجاز لينازع أمير مكة علي بن عجلان فقبض عليه وحبسه وقبض علي بن عجلان على الاشراف الذين كانوا هنالك شيعة له ثم من عليهم وأطلقهم فعادوا إلى منازعته والفتنة معه لهذا العهد والله متولى الأمور لا رب غيره [الخبر عن بني مهنى امراء المدينة النبوية من بني الحسن وذكر أوليتهم ومفتتح إمارتهم] كانت المدينة بلد الأنصار من الأوس والخزرج كما هو معروف ثم افترقوا على أقطار الأرض في الفتوحات وانقرضوا ولم يبق بها أحد الا بقايا من الطالبيين قال
(١٠٨)