الأهواز مستوحشا هواء بغداد فلما بلغ كلواذا اجتمع به أصحابه وسفهوا رأيه في الانتقال من بغداد على ملكه وأشاروا عليه بالعود إليها وأن يستطيب الهواء في بعض جوانبها المرتفعة ويبنى بها دور السكنة ففعل وأنفق فيها ألف ألف دينار وصادر فيها جماعة من أصحابه * (استيلاء ركن الدولة على طبرستان وجرجان) * وفى سنة احدى وخمسين سار ركن الدولة إلى طبرستان وبها وشمكير فحاصره بمدينة سارية وملكها ولحق وشمكير بجرجان وترك طبرستان فملكها ركن الدولة وأصلح أمرها ثم سار إلى جرجان فخرج عنها وشمكير واستولى عليها ركن الدولة واستأمن إليه من عسكر وشمكير ثلاثة آلاف رجل فازداد بهم قوة ودخل وشمكير بلاد الجيل مسلوبا واهنا * (ظهور البدعة ببغداد) * وفى هذه السنة كتب الشيعة على المساجد بأمر معز الدولة لعن معاوية بن أبي سفيان صريحا ولعن من غصب فاطمة فدك ومن منع أن يدفن الحسن عند جده ومن نفى أبا ذر الغفاري ومن أخرج العباس من الشورى ونسب ذلك كله لمعز الدولة لعجز الخليفة ثم أصبح ممحوا وأراد معز الدولة اعادته فأشار عليه الوزير المهلبي بأن يكتب مكانه لعن الله الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يذكر أحدا باللعن الا معاوية رضي الله عنه * (وفاة الوزير المهلبي) * وفى سنة ثنتين وخمسين سار المهلبي وزير معز الدولة إلى عمان ليفتحها فلما ركب البحر طرقه المرض فعاد إلى بغداد ومات في طريقه في شعبان من السنة ودفن ببغداد وقبض معز الدولة أمواله وذخائره وقبض على حواشيه وحبسهم ونظر في الأمور بعده أبو الفضل ابن العباس بن الحسن الشيرازي وأبو الفرج محمد بن العباس بن نسا قجر ولم يتسموا باسم الوزارة * (استيلاء معز الدولة ثالثا على الموصل) * كان ناصر الدولة بن حمدان قد ضمن الموصل كما تقدم وأجابه معز الدولة إلى ضمانه فبذل له ناصر الدولة زيادة على أن يدخل معه في الضمان أبو ثعلب فضل الله الغضنفر ويحلف لهما معز الدولة فأبى من ذلك وسار إلى الموصل منتصف ثلاث وخمسين ففارقها ابن حمدان إلى نصيبين وملكها معز الدولة ثم خرج إلى طلب ابن حمدان منتصف شعبان
(٤٤٢)