بعد أن زحف إلى غرسية بن فردلند صاحب ألبة وظاهر معه ملك البشكنس فغلبهما ثم ظاهروا مع رذمير وزحفوا جميعا للقائه بشنت ماكس فهزمهم واقتحمها عليهم وخربها وتشاءم الجلالقة برذمير وخرج عليهم عمه بزمند بن أرذون وافترق أمرهم ثم رجع رذمير طاعة المنصور سنة أربع وسبعين وهلك على أثرها فأطاعت أمه واتفقت الجلالقة على بزمند بن أرذون وعقد له المنصور على سمورة والعيون وما اتصل بهما من أعمال غليسية إلى البحر الأخضر واشترط عليه فقبل ثم امتعض بزمند لما نزل بالجلالقة عيث المنصور سنة ثمان وسبعين فافتتح حيون وحاصره في سمورة ففر عنها وأسلمها أهلها إلى المنصور فاستباحها ولم يبق لملك الجلالقة الا حصون يسيرة بالجبل الحاجز بين بلدهم وبين البحر الأخضر ثم اختلف حال بزمند في الطاعة والانتقاض والمنصور يردد إليه الغزو حتى أذعن وأخفر ذمته الخارج على المنصور فأسلمه إليه سنة خمس وثمانين وضرب عليه الجزية وأوطن المسلمين مدينة سمورة سنة تسع وثمانين وولى عليها أبا الأحوص معن بن عبد العزيز التجيبي ثم سار إلى غرسية بن فردلند صاحب ألبة وكان أعان المخالفين على المنصور وكان فيمن أعان عليه حين خرج عليه فنازل المنصور مدينة أشبونة قاعدة غليسية فملكها وخربها وهلك غرسية هذا فولى ابنه سانجة وضرب المنصور عليهم الجزية وصار أهل جليقية جميعا في طاعته وكانوا كالعمال له الا بزمند بن أرذون ومسد بن عبد شلب قومس غليسية فإنهما كانا أملك لأمرهما على أن مسدا بعث بنته للمنصور سنة ثلاث وثمانين وصيرها جارية له فأعتقها وتزوجها ثم انتقض بزمند وغزاه المنصور فبلغ شنت ياقب موضع حج النصرانية ومدفن يعقوب الحوارى من أقصى غليسية وأصابها خالية فهدمها ونقل أبوابها إلى قرطبة فجعلها في سنت الزيادة التي أضافها إلى المسجد الأعظم ثم تطارح بزمند بن أرذون في السلم وأنفذ ابنه يلانة مع معن بن عبد العزيز صاحب جليقية فوصل به إلى قرطبة وعقد له السلم وانصرف إلى أبيه وألح المنصور على أرغومس من القوامس وكانوا في طرف جليقية بين سمورة وقشيلة وقاعدتهم شنت برية فافتتحها سنة خمس وثمانين ثم هلك بزمند بن أرذون ملك بنى أدفونش وولى ابنه أدفونش وهو صاحب بسيط غرسية واحتكما إلى عبد الملك بن المنصور فخرج أصبغ بن سلمة قاضي النصارى للفصل بينهما فقضى به لمسد بن عبد شلب فلم يزل أدفونش بزمند في كفالته إلى أن قتل غيلة سنة ثمان فاستبد أدفونش بأمره وطلب القواميس المقتدرين على أبيه وعلى من سلف من قومه برسوم الملك فحاز ذلك منهم لنفسه وبعث على نواحيهم من عنده وأذعنوا له وسقط ذكرهم في وقته مثل بنى أرغومس وبنى فردلند الذين قدمنا ذكرهم وقد
(١٨١)