المستنصر وبرز إليه نصر فالتقوا عند حملة وانهزم نصر وقتل وملك الوزيري حلب في رمضان من هذه السنة * (مهلك الوزيري وولاية ثمال بن صالح) * ولما ملك الوزيري حلب واستولى على الشأم عظم أمره واستكثر من الأتراك في الجند ونمى عنه إلى المستنصر بمصر ووزيره الجرجاي أنه يروم الخلاف فدس الجرجاي إلى جانب الوزيري والجند بدمشق في الثورة به وكشف لهم عن سوء رأى المستنصر فثاروا به وعجز عن مدافعتهم فاحتمل أثقاله وسار إلى حلب ثم إلى حماة فمنع من دخولها فكاتب صاحب كفر طاب فسار إليه وشيعه إلى حلب ودخلها وتوفى سنة ثلاث وثلاثين ولما توفى فسد أمر الشأم وانحل النظام وتزايد طمع العرب وكان معز الدولة ثمال بن صالح بالرحبة منذ مهلك أبيه وأخيه فقصد حلب وحاصرها فملك المدينة وامتنع أصحاب الوزيري بالقلعة واستمدوا أهل مصر وشغل الوالي بدمشق بعد الوزيري وهو الحسين بن حمدان لحرب حسان بن مفرج صاحب فلسطين فاستأمن أصحاب الوزيري إلى ثمال بن صالح بعد حصاره إياها حولا فأمنهم وملكها في صفر سنة أربع وثلاثين فلم يزل مملكا عليها إلى أن زحفت إليه العساكر من مصر مع أبي عبيد الله بن ناصر الدولة بن حمدان وبلغت جموعهم خمسة آلاف مقاتل فخرج إليهم ثمال وقاتلهم وأحسن دفاعهم وأصابهم سيل كاد يذهب بهم فأفرجوا عن حلب وعادوا إلى مصر ثم عادت العساكر ثانية من مصر سنة احدى وأربعين مع رفق الخادم فقاتلهم نمل وهزمهم وأسر الخادم رفقا ومات عنده * (رغبة ثمال عن حلب ورجوعها لصاحب مصر وولاية ابن ملهم عليها) * لم تزل العساكر تتردد من مصر إلى حلب وتضيق عليها حتى سئم ثمال بن صالح امارتها وعجز عن القيام بها فبعث إلى المستنصر بمصر وصالحه على أن ينزل له عن حلب فبعث عليها مكين الدولة أبا على الحسن بن ملهم فتسلمها آخر سنة تسع وأربعين وسار ثمال إلى مصر ولحق أخوه عطية بن صالح بالرحبة واستولى ابن ملهم عليها * (ثورة أهل حلب بابن ملهم وولاية محمود بن نصر بن صالح) * وأقام ابن ملهم بحلب سنتين أو نحوها ثم بلغه عن أهل حلب أنهم كاتبوا محمد بن نصر بن صالح فقبض عليه فثار به أهل حلب وحصروه بالقلعة وبعثوا إلى محمود فجاء منتصف ثنتين وخمسين وحاصره معهم بالقلعة واجتمعت معه جموع العرب واستمد ابن ملهم المستنصر فكتب إلى أبي محمد الحسن بن الحسين بن حمدان أن يسير إليه في العساكر
(٢٧٣)