قتل جماز به على امارة مكة وبين غالب بن راجح الذي أخرجه أبوه جماز إلى الينبع ثم استبد أبو نمى على أمر مكة ونفى قتله أبيه أبى سعيد إلى الينبع وهم إدريس وجماز ومحمد وقد كان إدريس منهم والى أمر مكة قليلا فانطلقوا إلى الينبع وملكوه وأعقابهم أمراؤه لهذا العهد وأقام أبو نمى أميرا بمكة نحوا من خمسين سنة وهلك على رأس المائة السابعة أو بعدها بسنتين وخلف ثلاثين ولدا * (امارة بنى أبى نمى بمكة) * ولما هلك أبو نمى قام من بعده يأمر مكة ابناه رميثة وحميضة ونازعهما عطيفة وأبو الغيث فاعتقلاهما ووافق ذلك وصول بيبرس الجاشنكير كافل الملك الناصر بمصر لأول ولايته فأطلقهما وولاهما وبعث برميثة وحميضة إلى مصر ثم ردهما السلطان إلى إمارتهما بمكة مع عسكره وبعث إليه بعطيفة وأبى الغيث ثم طال تنازعهم ونعاقبهم في امارة مكة مرة بعد أخرى وهلك أبو الغيث في بعض حروبهم ببطن مر ثم تنازع حميضة ورميثة وسار رميثة إلى الملك الناصر سنة خمس عشرة واستمد بأمرائه وعساكره وهرب حميضة بعد أن استصفى أموال أهل مكة ثم رجع بعد رجوع العساكر إلى مكة ثم اصطلحوا توافقوا ثم خالف عطيفة سنة ثمان عشرة ووصل إلى السلطان وجاء بالعسكر فملك مكة وتقبض على رميثة فسجن أياما ثم أطلق سنة عشرين عند مقدم السلطان من حجه وأقام بمصر وبقي حميضة مشردا إلى أن استأمن السلطان فأمنه وكان معه جماعة من المماليك فزوا إليه من مصر أيام انتقاضه فشعروا بطاعته فخافوا على أنفسهم أن يحضروا معه فقتلوه وجاؤا إلى السلطان يعتقدون ذلك وسيلة عنده فأقاد رميثة منهم بأخيه فقتل المباشر للقتل وعفا عن الباقين وأطلق رميثة إلى مكة مشاركا لأخيه عطيفة في امارتها ثم هلك عطيفة سنة؟؟ وأقام أخوه رميثة بعده مستقلا بامارة مكة إلى أن كبر وهرم ثم هلك وكان ابناه ثقبة وعجلان قد اقتسما معه امارة مكة برضاه ثم أراد الرجوع عن ذلك فلم يجيباه إلى شئ مما أرادوا استمرا على ولايتهما معه ثم تنازعا وخرج ثقبة وبقي عجلان بمكة ثم غلبه عليها ثقبة ثم اجتمعا بمصر سنة ست وخمسين فولى صاحب الامر بمصر عجلان منهما وفر ثقبة إلى بلاد الحجاز فأقام هنالك وعاقبه إلى مكة مرارا وجاء عجلان سنة ثنتين وستين بالمدد من عسكر القاهرة فكبسه ثقبة وقتل أخاه؟؟ وبعضا من العسكر ولم يزل عجلان على امارته سالكا سبيل العدل والانصاف في الرعية متجافيا عن الظلم عما كان عليه قومه من التعرض للتجار والمجاورين وسعى في أيام امارته في قطع ما كان لعبيدهم على الحاج من المكس وثبت لهم في ديوان السلطان عليها عطاء يتعاهدهم أيام الموسم
(١٠٧)