* (وزارة بهرام ورضوان بعده) * ولما مات حسن بن الحافظ ورحل بهرام لحشد الأرمن اجتمع الجند وكان بهرام كبيرهم راود والحافظ على وزارته فوافقهم وخلع عليه وفوض إليه الأمور السلطانية واستثنى عليه الشرعية وتبعه تاج الدولة أفتكين في الدولة واستعمل الأرمن وأهانوا المسلمين وكان رضوان بن ولحيس صاحب الباب وهو الشجاع الكاتب من أولياء الدولة وكان ينكر على بهرام ويهز أبه فولاه بهرام الغربية ثم جمع رضوان واتى إلى القاهرة ففر بهرام وقصد قوص في ألفين من الأرمن ووجد أخاه قتيلا فلم يعرض لأهل قوص وباء بحق الخلافة وصعد إلى أسوان فامتنعت عليه بكنز الدولة ثم بعث رضوان العساكر في طلبه مع أخيه الأكبر وهو إبراهيم الأوحد فاستنزله على الأمان له وللأرمن الذين معه وجاء به فأنزله الحافظ في القصر إلى أن مات على دينه واستقر رضوان في الوزارة ولقب بالأفضل وكان سنيا وكان أخوه إبراهيم اماميا فأراد الاستبداد وأخذ في تقديم معارفه سيفا وقلما وأسقط المكوس وعاقب من تصدى لها فتغير له الخليفة فأراد خلعه وشاور في ذلك داعى الدعاة وفقهاء الامامية فلم يعينوه في ذلك بشئ وفطن له الحافظ فدس خمسين فارسا ينادون في الطرقات بالثورة عليه وينهضون باسم الحافظ فركب لوقته هاربا منتصف شول سنة ثلاث وثلاثين ونهبت داره وركب الحافظ وسكن الناس ونقل ما فيها إلى قصره وسار رضوان يريد الشأم ليستنجد الترك وكان في جملته شاور وهو من مصطفيه وأرسل الحافظ الأمير بن مضيال ليرده على الأمان فرجع وحبس في القصر وقيل وصل إلى سرخد فأكرمه صاحبها أمين الدولة كمستكين وأقام عنده ثم رجع إلى مصر سنة أربع وثلاثين فقاتلهم عند باب القصر وهزمهم ثم افترق عنه أصحابه وأرادوا العود إلى الشأم فبعث عنه الحافظ بن مضيال وحبسه بالقصر إلى سنة ثلاث وأربعين فنقب الحبس وهرب إلى الجيزة وجمع المغاربة وغيرهم ورجع إلى القاهرة فقاتلهم عند جامع ابن طيلون وهزمهم ثم دخل القاهرة ونزل عند جامع الأقمر وأرسل إلى الحافظ في المال ليفرقه فبعث عشرين ألفا على عادتهم مع الوزير ثم استزاد عشرين وعشرين وفى خلال ذلك وضع الحافظ عليه جمعا كثيرا من السودان فحملوا عليه وقتلوه وجاؤا برأسه إلى الحافظ واستمر الحافظ في دولته مباشرا لأموره وأخلى رتبة الوزارة فلم يول أحدا بعده * (وفاة الحافظ وولاية ابنه الظافر) * ثم توفى الحافظ لدين الله عبد الحميد بن الأمير أبى القاسم أحمد بن المستنصر سنة أربع
(٧٣)