صاحب الكمائم هي صقع منفرد عن اليمن وقال غيره هي من اليمن قال البيهقي مسافتها عشرون مرحلة وهي شرقي صنعاء وشماليها وتوالى الحجاز وفيها مدينتان نجران وجرش متقاربتان في القدر والعادية غالبة عليها وسكانها كالاعراب وبها كعبة نجران بنيت على هيئة عمدان كعبة اليمن وكانت طائفة من العرب تحج إليها وتنهر عندها وتسمى الدير وبها قس بن ساعده كان يتعبد فيها ونزلها من القحطانية طائفة من جرهم ثم غلبهم عليا حمير وصاروا ولاة للتبابعة وكان كل ملك منهم يسمى الأفعى وكان منهم أفعى نجران واسمه القلمس بن عمرو بن همذان بن مالك بن شهاب بن زيد بن وائل بن حمير وكان كاهنا وهو الذي حكم بين أولاد نزار لما أتوه حسبما هو مذكور وكان واليا على نجران لبلقيس فبعثته إلى سليمان عليه السلام وآمن وبث دين اليهودية في قومه وطال عمره ويقال ان البحرين والمسلل كانتا له قال البيهقي ثم نزل نجران بنو مذحج واستولوا عليها ومنهم الحرث بنو كعب وقال غيره لما خربت اليمانية في سيل العرم مروا بنجران فحاربتهم مذحج ومنها افترقوا قال ابن حزم ونزل في جوار مذحج بالصلح الحرث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد ثم غلبوا عليها مذحجا وصارت لهم رياستها ودخلت النصرانية نجران من قيمون وخبره معروف في كتب السير وانتهت رياسة بنى الحرث فيها إلى بنى الريان ثم صارت إلى بنى عبد المدان وكان يزيد منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم على يد خالد بن الوليد ووفد مع قومه ولم يذكره ابن عبد المؤمن وهو مستدرك عليه وابن أخيه زياد بن عبد الرحمن بن عبد المدان خال السفاح ولاه نجران واليمامة وخلف ابنيه محمدا ويحيى ودخلت المائة الرابعة والملك بها لبنى أبى الجود ابن عبد المدان واتصل فيهم وكان بينهم وبين الفاطميين حروب وربما يغلبونهم بعض الأحيان على نجران وكان آخرهم عبد القيس الذي أخذ علي بن مهدي الملك من يده ذكره عمارة وأثنى عليه والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب [الخبر عن دولة بنى حمدان المستبدين بالدعوة العباسية من العرب بالموصل والجزيرة والشام ومبادي أمورهم وتصاريف أحوالهم] كان بنو ثعلب بن وائل من أعظم بطون ربيعة بن نزار ولهم محل في الكثرة والعدد وكانت مواطنهم بالجزيرة في ديار ربيعة وكانوا على دين النصرانية في الجاهلية وصاغيتهم مع قيصر وحاربوا المسلمين مع غسان وهرقل أيام الفتوحات في نصارى العرب يومئذ من غسان وأياد وقضاعة وزابلة وسائر نصارى العرب ثم ارتحلوا مع هرقل إلى بلاد الروم ثم رجعوا إلى بلادهم وفرض عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجزية فقالوا يا أمير المؤمنين لا تذلنا بين العرب باسم الجزية واجعلها صدقة مضاعفة ففعل
(٢٢٧)