وتقطعت فلم يسلم منها الا القليل وفى سنة سبع وستين انتقض عمر بن حفصون بحصن يشتر من جبال مالقة وزحف إليه عساكر تلك الناحية فهزمهم وقوى أمره وجاءت عساكر الأمير محمد فصالحهم ابن حفصون واستقام أمر الناحية وفى سنة ثمان وستين بعث الأمير محمد ابنه المنذر القتال أهل الخلاف فقصد سرقسطة وحاصرها وعاث في نواحيها وفتح حصن ريطة ثم تقدم إلى دير بروجة وفيه محمد بن لب بن موسى ثم قصد مدينة لاردة وقرطاجنة ثم دخل دار الحرب وعاث في نواحي ألبة والقلاع وفتح منها حصونا ورجع وفى سنة سبعين سار هاشم بن عبد العزيز بالعساكر لحصار عمر بن حفصون بحصن يشتر واستنزله إلى قرطبة فأقام بها وفيها شرع إسماعيل بن موسى ببناء مدينة لاردة فجمع صاحب برشلونة لمنعه من ذلك وسار إليه فهزمه إسماعيل وقتل أكثر رجاله وفى سنة احدى وسبعين وسار هاشم بن عبد العزيز في العساكر إلى سرقسطة فحاصرها هاشم وافتتحها ونزلوا جميعا على حكمه وكان في عسكره عمر بن حفصون واستدعاه من الثغر فحضر معه هذه الغزاة فهرب ولحق بيشتر فامتنع به وسار هاشم إلى عبد الرحمن بن مروان الجليقي وحاصره بحصن منت مولن ثم رجع عنه فأغار ابن مروان على إشبيلية ولقبت ثم نزل منت شلوط فامتنع فيه وصالح عليه الأمير محمدا واستقام على طاعته إلى أن هلك الأمير محمد وكان ملك رومة والفرنجة لعهده اسمه فرلبيب بن لوزنيق * (وفاة الأمير محمد وولاية ابنه المنذر) * ثم توفى الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل في شهر صفر من سنة ثلاث وسبعين لخمس وثلاثين سنة من امارته وولى بعده ابنه المنذر فقتل لأول ولايته هاشم بن عبد العزيز وزير أبيه وسار في العساكر لحصار ابن حفصون فحاصره بحصن يشتار سنة أربع وسبعين وافتتح جميع قلاعه وحصونه وكان منها رية وهي مالقة وقبض على واليها من قبله عيشون فقتله ولما اشتد الحصار على ابن حفصون سأل الصلح فأجابه وأفرج عنه فنكث فرجع لحصاره وصالح ثم نكث مرتين فأقام المنذر على حصاره وهلك قريبا فانفرج عن ابن حفصون * (وفاة المنذر وولاية أخيه عبيد الله ابن الأمير محمد) * ثم توفى المنذر محاصر الابن حفصون بجبل يشتر سنة خمس وسبعين لسنتين من امارته فولى مكانه أخوه عبد الله ابن الأمير محمد وقفل بالعساكر إلى قرطبة وقد اضطربت نواحي الأندلس بالثوار ولما كثر الثوار قل الخراج لامتناع أهل النواحي من الأداء
(١٣٢)