والسند والهند ومصر والمغرب وكان يظهر الدعوة للرضا من آل محمد ويبطن محمد ا الحبيب تسترا إلى أن استولى على اليمن وكان من دعائه أبو عبد الله الشيعي صاحب كتامة ومن عنده سار إلى إفريقية فوجد في كتامة من الباطنية خلقا كثيرا وكان هذا المذهب هنالك من لدن الدعاة الذين بعثهم جعفر الصادق إلى المغرب أقاموا بإفريقية وبثوا فيها الدعوة وتناقله من البرابرة أمم وكان أكثرهم من كتامة فلما جاء أبو عبد الله الشيعي داعية المهدى ووجد هذا المذهب في كتامة فقام على تعليه وبثه واحيائه حتى تم الامر وبويع لعبد الله كما نذكر الآن في أخبارهم * (ابتداء دولة العبيديين) * وأولهم عبيد الله المهدى بن محمد الحبيب بن جعفر الصادق بن محمد المكتوم بن جعفر الصادق ولا عبرة بمن أنكر هذا النسب من أهل القيروان وغيرهم وبالمحضر الذي ثبت ببغداد أيام القادر بالطعن في نسبهم وشهد فيه أعلام الأئمة وقد مر ذكرهم فان كتاب المعتضد إلى ابن الأغلب بالقيروان وابن مدرار بسجلماسة يغريهم بالقبض عليه لما سار إلى المغرب شاهد بصحة نسبهم وشعر الشريف الرضى مسجل لذلك والذين شهدوا في المحضر فشهادتهم على السماع وهي ما علمت وقد كان نسبهم ببغداد منكرا عند أعدائهم شيعة بنى العباس منذ مائة سنة فتلون الناس بمذهب أهل الدولة وجاءت شهادة عليه مع أنها شهادة على النفي مع أن طبيعة الوجود في الانقياد إليهم وظهور كلمتهم حتى في مكة والمدينة أدل شئ على صحة نسبهم وأما من يجعل نسبهم في اليهودية والنصرانية ليعمون القدح وغيره فكفاه ذلك إثما وسفسفة وكان شيعة هؤلاء العبيديين بالمشرق واليمن وإفريقية وكان أصل ظهورهم بإفريقية دخول الحلواني وأبى سفيان من شيعتهم إليها أنفذهما جعفر الصادق وقال لهما بالمغرب أرض بور فاذهبا واحرثاها حتى يجئ صاحب البذر فنزل أحدهما ببلد مرغة والآخر ببلد سوف جمار وكلاهما من أرض كتامة ففشت هذه الدعوة في تلك النواحي وكان محمد الحبيب ينزل سلمية من أرض حمص وكان شيعتهم يتعاهدونه بالزيارة إذا زاروا قبر الحسين فجاء محمد بن الفضل من عدن لاعة من اليمن لزيارة محمد الحبيب فبعث معه رستم بن الحسن بن حوشب من أصحابه لإقامة دعوته باليمن وأن المهدى خارج في هذا الوقت فسار وأظهر الدعوة للمهدى من آل محمد بنعوته المعروفة عندهم واستولى على أكثر اليمن وتسمى بالمنصور وابتنى حصنا بجميل لاعة وملك صنعاء من بني يعفر وفرق الدعاة في اليمن واليمامة والبحرين والسند والهند ومصر والمغرب وكان أبو عبد الله الحسين بن محمد بن زكريا المعروف بالمحتسب وكان محتسبا بالبصرة وقيل انما المحتسب
(٣١)