إلى بلخ فقاتله عمر بن الحسين الغوري نائبها ونزل منها على أربعة فراسخ وجاءه خوارزم شاه مددا بنفسه اخر سنة ثنتين وستمائة فحاصرها فاستمد عمر بن الحسين علاء الدين وجلال الدين من باميان وشغلوا عنه بغزنة فأقام خوارزم شاه محاصرا له أربعين يوما وكان عنده محمد بن علي بن بشير وأطلقه في أسرى الغورية وأقطعه فبعثه إلى عمر بن الحسين صاحب بلخ في الطاعة فأبى من ذلك واعتزم خوارزم شاه على المسير إلى هراة ثم بلغه ما وقع بين الذر وبين علاء الدين وجلال الدين وأن الذر أسرهما وأن عمر بن الحسين صاحب بلخ أبى ذلك فأعاد عليه ابن بشير فلم يزل يفتل له في الذروة والغارب حتى أطاع صاحب خوارزم وخطب له وخرج إليه فخلع عليه وأعاده إلى بلده في سلخ ربيع سنة ثلاث ثم سار إلى جورقان ليحاصرها وبها علي بن أبي على فوقعت المراوضة بينهما ثم انصرف عن جورقان وتركها لابن حرميل واستدعى عمر بن الحسين الغوري وصاحب بلخ فقبض عليه وبعثه إلى خوارزم ومضى إلى بلخ فملكها وولى عليها جعفرا التركي ورجع إلى خوارزم * (استيلاء علاء الدين ثانيا على غزنة ثم انتزاع الذر إياها من يده) * قد تقدم لنا استيلاء الذر على غزنة واخراجه علاء الدين وجلال الدين منها إلى باميان فأقاما بها شهرين ولحق كثير من الجند بعلاء الدين صاحبهم وأقام الذر بغزنة متوقفا عن الخطبة لغياث الدين يروم الاستبداد وهو يعلل الأتراك برجوع رسوله من عند غياث الدين مخافة أن ينفضوا عنه فلما ظفر بعلاء الدين وملك القلعة أظهر الاستبداد وجلس على الكرسي وجمع علاء الدين وجلال الدين العساكر وساروا من باميان إلى غزنة وسرح الذر عساكره للقائهما فهزماها وأثخناها وهرب الذر إلى بلد كرمان واتبعه بعض العسكر فقاتلهم ودفعهم وسار علاء الدين وأخوه إلى غزنة وملكوها وأخذوا خزانة شهاب الدين التي كان الدر أخذها من يد الوزير مؤيد الدين عند مقدمه بجنازة شهاب الدين إلى كرمان كما مر ثم اعتزم علاء الدين وأخوه على العود إلى غزنة وأهلها متوقعون النهب من عسكرهم والفئ وكان بينهم رسول الخليفة مجد الدين بن الربيع مدرس النظامية جاء إلى شهاب الدين فقتل وهو عنده وأقام بغزنة فقصده أهل غزنة أن يشفع فيهم فشفع وسكن الناس وعاد علاء الدين وأخوه إلى غزنة ثم وقع بينهما تشاجر على اقتسام الخزانة وعلى وزارة مؤيد الملك فندم الناس على طاعتهما وسار جلال الدين ومعه عباس إلى باميان وبقي علاء الدين بغزنة وأساء وزيره السيرة في الجند والرعية ونهب الأموال حتى باعوا أمهات أولادهم ويشكون فلا يشكيهم أحد فسار الذر في جموع الأتراك والغز والغورية فكبسهم ايدكز الشرفي مولى شهاب الدين
(٤١٣)