النخل والفواكه وبها مغاص اللؤلؤ سميت بعمان بن قحطان أول من نزلها بولاية أخيه يعرب وصارت بعد سيل العرم للأزد وجاء الاسلام وملوكها بنو الجندي والخوارج بها كثيرة وكانت لهم حروب مع عمال بنى بويه وقاعدتهم تروى وملك عمان من البحر ملوك فارس غير مرة وهي في الاقليم الثاني وبها مياه وبساتين وأسواق وشجرها النخل وكانت بها في الاسلام دولة لبنى شامة بن لؤي بن غالب وكثير من نسابة قريش يدفعونهم عن هذا النسب أولهم بها محمد بن القاسم الشامي بعثه المعتضد وأعانه ففتحها وطرد الخوارج إلى تروى قاعدة الجبال وأقام الخطبة لبنى العباس وتوارث ذلك بنوه وأظهر واشعار السنة ثم اختلفوا سنة خمس وثلثمائة وتحاربوا ولحق بعضهم بالقرامطة وأقاموا في فتنة إلى أن تغلب عليهم أبو طاهر القرمطي سنة سبع عشرة عند اقتلاعه الحجر وخطب بها لعبيد الله المهدى وترددت ولاة القرامطة عليها من سنة سبع عشرة إلى سنة خمس وسبعين فترهب واليها منهم وزهد وملكها أهل تروى الخوارج وقتلوا من كان بها من القرامطة والروافض وبقيت في أيديهم ورياستها للأزد منهم ثم سار بنو مكرم من وجوه عمان إلى بغداد واستخدموا لبنى بويه وأعانوهم بالمراكب من فارس فملكوا مدينة عمان وطردوا الخوارج إلى جبالهم وخطبوا لبنى العباس ثم ضعفت دولة بنى بويه ببغداد فاستبد بنو مكرم بعمان وتوارثوا ملكها وكان منهم مؤيد الدولة أبو القاسم علي بن ناصر الدولة الحسين بن مكرم وكان ملكا جوادا ممدوحا قاله البيهقي ومدحه مهيار الديلمي وغيره ومات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة بعد مدة طويلة في الملك وفى سنة ثنتين وأربعين ضعف ملك بنى مكرم وتغلب عليهم النساء والعبيد فزحف إليها الخوارج وملكوها وقتلوا بقيتهم وانقطع منها رسم الملك وصار في حجار من مدر هذا الاقليم قلهاة هي عرصة عمان على بحر فارس من الاقليم الثاني ومما يلي الشحر وحجار في شماليها إلى البحرين بينهما سبع مراحل وهي في جبال منيعة فلم تحتج إلى سور وكان ملكها سنة ثمان وأربعين زكريا بن عبد الملك الأزدي من ذرية رياسة وكان الخوارج بتزوى مدينة الشراة يدينون لهم ويرون انهم من ولد الجلندي [الخبر عن الإسماعيلية أهل الحصون بالعراق وفارس والشأم وسائر أمورهم ومصايرها] هذا المذهب هو مذهب القرامطة وهم غلاة الرافضة وهو على ما رأيته من الاضطراب والاختلاف ولم يزل متناقلا في أهله بأنحاء العراق وخراسان وفارس والشأم واختلف بعضهم باختلاف الاعصار والأمصار وكانوا يدعون أولا قرامطة ثم قيل لهم بالعراق
(٩٣)