العرب أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الطائي فحاصرهم وفتحها ثانية وولى عليها أخاه صاحب الجيش ينصر بن سبكتكين مضافة إلى نيسابور فاستخلف عليها وزيره أبا منصور نصر بن إسحاق وعاد السلطان محمود إلى بلخ مضمرا غزو الهند هكذا مساق خبر السلطان محمود مع خلف بن أحمد وخبر سجستان عند العيني وأما عند ابن الأثير فعلى ما وقع في أخبار دولة بنى الصفار * (غزوة بهاطية والملتان وكوكبر) * ولما فرغ السلطان محمود من سجستان اعتزم على غزو بهاطية من أعمال الهند وهي وراء الملتان مدينة حصينة عليها أنطاق من الاصبوان وآخر من الخنادق بعيدة المهوى وكانت مشحونة بالمقاتلة والعدة واسم صاحبها بجير فعبر السلطان إليها جيحون وبرز إليه بجير فاقتتلوا بظاهر بهاطية ثلاثة أيام ثم انهزم بجير وأصحابه في الرابع وتبعهم المسلمون إلى باب البلد فملكوه عليهم وأخذتهم السيوف من أمامهم ومن ورائهم فبلغ القتل والسبي والسلب والنهب فيهم مبالغه وسار بجير في رؤس الجبال فستر في شعابها وبعث السلطان سرية في طلبه فأحاطوا به وقتلوا من أصحابه ولما أيقن بالهلكة قتل نفسه بخنجر معه وأقام السلطان محمود في بهاطية حتى أصلح أمورها واستخلف عليها من يعلم أهلها قواعد الاسلام ورجع إلى غزنة فلقى في طريقه شدة من الأمطار في الوحل وزيادة المدد في الأنهار وغرق كثير من عسكره ثم بلغه عن أبي الفتوح وإلى الملتان انه ملحد وأنه يدعو أهل ولايته إلى مذهبه فاعتزم على جهاده وسار كذلك ومنعه سيجور من العبور لكثرة المدد فبعث السلطان إلى اندبال ملك الهند في أن يبيح له العبور إلى بلاده لغزو الملتان فأبى فبدأ بجهاده وسار في بلاده ودوخها وفراندبال بين يديه وهو في طلبه إلى أن بلغ قشمير ونقل أبو الفتوح أمواله على الفيول إلى سرنديب وترك الملتان فقصدها السلطان وامتنع أهلها فحاصرهم حتى افتتحها عنوة وأغرمهم عشرين ألف ألف درهم عقوبة لهم على عصيانهم ثم سار إلى كوكبر واسم صاحبها بيدا وكان بها ستمائة صنم فافتتحها وأحرق أصنامها وهرب صاحبها إلى قلعته وهي كالبحار وهو حصن كبير تسع خمسمائة ألف انسان وفيه خمسمائة وعشرون ألف راية وهو مشحون بالا قوات والمسالك إليه متعذرة بخمر الشجر وملتف الغياض فأمر بقطع الأشجار حتى اتضحت المسالك واعترضه دون الحصن واد بعيد المهوى فطم منه عشرين ذراعا بالأجربة المحشوة بالتراب وصيره جسرا ومضى منه إلى القلعة وحاصرها ثلاثة وأربعين يوما حتى جنح صاحبها إلى السلم وبلغ السلطان أن ايلك خان مجمع غزو خراسان فصالح ملك الهند على خمسين فيلا وثلاثة آلاف من الفضة وخلع عليه السلطان فلبس خلعته
(٣٦٦)