طغرلبك فأقبلوا من كل ناحية وقتلوا الغز في الطرقات الا أهل الكرخ فإنهم أمنوهم وأجاروهم وشكر الخليفة لهم ذلك وتمادى العامة في ثورتهم وخرجوا إلى معسكر طغرلبك ودخل الملك الرحيم بأعيان أصحابه إلى دار الخلافة تفاديا من الظنة به وركبت عساكر طغرلبك فهزموا العامة وكسروهم ونهبوا بعض الدروب ودروب الخلفاء والرصافة ودرب الدروب وكانت هذه الدروب قد نقل الناس إليها أموالهم ثقة باحترامها وفشا النهب واتسع الخرق وأرسل طغرلبك من الغد إلى القائم بالعتب على ما وقع ونسبه إلى الملك الرحيم ويطلب حضوره وأعيان أصحابه فيكون براءة لهم فأمرهم الخليفة بالركوب إليه وبعث معهم رسوله ليبرئهم فساروا في ذمامه وأمر طغرلبك بالقبض عليهم ساعة وصولهم ثم حمل الملك الرحيم إلى قلعة السيروان فحبس بها وذلك لست سنين من ولايته وانقرض أمر بنى بويه ونهب في الهيعة حلة قريش صاحب الموصل ونجا سليمان إلى خيمة بدر بن مهلهل فأجاره ثم خلع عليه طغرلبك ورده إلى حلله ونقم القائم على طغرلبك ما وقع وبعث في اطلاق المحبوسين فإنهم في ذمامه وهدده بالرحيل عن بغداد فأطلق بعضهم ومحا عسكر الرحيم من الدواوين وأذن لهم في السعي في معاشهم فلحق كثير منهم بالبساسيري فكثر جمعه واستصفى طغرلبك أموال الأتراك ببغداد من أجله وبعث إلى دبيس بابعاده فلحق بالرحبة وكاتب المستنصر صاحب مصر بالطاعة وخطب دبيس لطغرلبك في بلاده وانتشر الغز في سواد بغداد فنهبوه وفشا الخراب فيه وانجلى أهله وولى طغرلبك البصرة والأهواز هزار شب فخطب لنفسه بالأهواز فقط وأقطع الأمير أبا على ابن الملك أبى كاليجار قرميس وأعمالها وأمر أهل الكرخ أن يؤذنوا في مساجدهم في نداء الصبح الصلاة خير من النوم وأمر بعمارة دار الملك فعمرت على ما اقترحه وانتقل إليها في شوال سنة سبع وأربعين واستقرت قدمه في الملك والسلطان وكانت له الدولة التي ورثها بنوه وقومه السلجوقية لم يكن للاسلام في العجم أعظم منها والملك لله يؤتيه من يشاء (الخبر عن دولة وشمكير وبنيه من الجيل اخوة الديلم وما كان لهم) (من الملك والسلطان بجرجان وطبرستان وأوليه ذلك ومصايره) قد تقدم لنا ذكر مرودايج بن زيار وأنه كان من قواد الديلم للأطروش وأنه من الجيل اخوة الديلم وكانت حالهم واحدة وكان منهم قواد للعلوية استظهروا بهم على أمرهم حتى إذا انقرضت دولة الأطروش وبنيه على حين فشل الدولة العباسية ومحى أعمالها من السلطان ساروا في النواحي لطلب الملك متفرقين فيها فملكوا الري وأصفهان وجرجان وطبرستان والعراقين وفارس وكرمان كل منهم في ناحية وتغلب بنو بويه على
(٤٩٤)